شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في إمامة الحسنين $

صفحة 394 - الجزء 3

  ومن الجمع بين الصحاح الستة مثله ومن طريق صاحب الكشاف مثله وروى مثله.

  والمراد بالمودة هنا هي الاتباع كما قال الشاعر:

  تعصي الإله وأنت تظهر حبه ... هذا محال في القياس بديع

  لو كان حبك صادقاً لأطعته ... إن المحب لمن يحب مطيع

  فالمعنى بهذه: لا أسألكم عليه أجراً إلا الطاعة في القربى والاتباع لهم والاقتداء بهم وهو معنى قوله ÷: «قدموهم ولا تقدموهم وتعلموا منهم ولا تعلموهم»، ولو كان المراد محبة القلب فقط لما كان لهذا الاستثناء معنى لأن المحبة والموالاة واجبة لجميع المؤمنين فيجب أن تكون هذه المودة معنى زائداً على الموالاة التي استووا فيها هم والمؤمنون وليس ذلك إلا التقديم لهم والطاعة والتعظيم لشأنهم والتسليم لأمرهم في هذه المنزلة التي خصهم الله بها.

  وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ٧٧ وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}⁣[الحج]، فمعنى شهداء على الناس أي ولاة وحكاماً على الناس كما كان الرسول كذلك.

  وقوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ٣٢}⁣[فاطر]، ووجه دلالتها: أنها في أهل البيت خاصة قال المنصور بالله عبدالله بن حمزة # في شرح الرسالة الناصحة: وأهل البيت مجمعون على ذلك وإجماعهم حجة.