شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

فصل: [ما يدرك بالعقل وأقسامه]

صفحة 158 - الجزء 1

  وأجاب الإمام # حين سألته عن ذلك بما لفظه: إن الله لا يترك عباده أهل الحجى الحجة عليهم هملاً قال تعالى: {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ٢٤}⁣[فاطر]، وأما من سلبهم الله الحجى الحجة فهم بهائم والله أعلم. انتهى.

  قلت: وهذا موافق لأدلة الكتاب العزيز كقوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}⁣[النحل: ٣٦]، وقوله تعالى: {كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ ٨ قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ}⁣[الملك].

  وأقوال كثير من أئمة أهل البيت $ قال علي # في نهج البلاغة: «فبعث الله فيهم رسله وواتر إليهم أنبياءه ليستأدوهم ميثاق فطرته ويذكروهم منشأ نعمته ويحتجوا عليهم بالتبليغ ويثيروا لهم دفائن العقول ويروهم آيات المقدرة من سقف فوقهم مرفوع، ومهاد تحتهم موضوع، ومعائش تحييهم، وآجال تفنيهم، وأوصاب تهرمهم وأحداث تتابع عليهم».

  وقوله #: «ولم يخل الله سبحانه خلقه من نبي مرسل، وكتاب منزل، أو حجة لازمة، أو محجة قائمة».

  قال #:

فصل: [ما يدرك بالعقل وأقسامه]

  (وما يدرك بالعقل قد يكون بلا واسطة نظر) أي: من دون إعمال فكر ونظر في مقدمات ولوازم وذلك (كالضروريات) أي: التي تعرف بضرورة العقل وبديهته وفطرته وسواء أدرك بالحواس أو لا.

  ومنها: ما ادعت المعتزلة أنه هو العقل كما سبق ذكره فإنها تعرف بضرورة العقل من دون استدلال ونظر.

  (و) قد يكون أي: ما يدرك بالعقل (بواسطة نظر) وترتيب مقدمات (كالاستدلاليات) كمعرفة الله سبحانه فإنها إنما تدرك بالتفكر في صنعه المحكم