شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل في التفضيل)

صفحة 435 - الجزء 3

  وقتل مرحباً وما تتام آخر الناس حتى فتح لأولهم وقلع الباب وسانده للناس إلى جهة من الحائط فطلع بعض الناس عليه وكان في هذا الخبر من الزيادات القطع على مُغيَّبه # وذلك لم يعلم من غيره لاستواء باطنه وظاهره وإخبار الله سبحانه على لسان نبيه # بأنه يحبه فوجبت لذلك موالاته على الكافة في السر والعلانية وكان في الخبر معجزة للنبي ÷ من حيث أخبر أن الفتح يقع على يديه فكان كما قال لأن شوكة اليهود كانت عظيمة وكان معهم الآلات القوية والعدة الكاملة وهم متظاهرون بحصنهم وفي أوطانهم.

  إلى قوله #: وقد صرح الله بتفضيل أهل الجهاد بقوله: {وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ٩٥}⁣[النساء].

  وأما العلم فأمره فيه # أظهر من أن يستشهد عليه ولو لم يدل عليه إلا قوله تعالى: {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ١٢}⁣[الحاقة].

  وقوله ÷: «أنا مدينة العلم وعلي بابها ..» الخبر.

  وأما الورع فهو ما ظهر الحال فيه للعدو والولي ما عرفت له سقطة ولا زلة حتى لقي الله تعالى وما قوَّى أمر معاوية لعنه الله إلا قسمته السوية والعدل في الرعية وإيثار الدار الباقية على الفانية الدنية.

  قال #: ولو فصلنا ذكره لطال الشرح ولكن من ذلك أنه # ملك العراقين وخراسان ومصر والحجاز واليمامة والبحرين وما والاهما إلى عمان واليمن بأسره ثم توفي ~ وما خلف بيضاء ولا صفراء إلا أربعمائة درهم فضلت عن عطائه أراد أن يشتري بها خادماً لأهله ولولا هذا الغرض ما دخر دانقاً واحداً.

  وأما الزهد فإجماع الناس كلهم على أنه # أزهد الناس بعد رسول الله ÷ ولم يعلم مثله # في مطعمه ومشربه وملبسه.

  وأما السخاء فإيثاره على النفس والأهل والولد معلوم حتى ذكره الله سبحانه