(فصل في التفضيل)
  بن أبي طالب أربعة دنانير فتصدق بدينار نهاراً وبدينار ليلاً وبدينار سراً وبدينار علانية فأنزل الله فيه هذه الآية.
  ومنها قوله تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}[النساء: ٥٩]، روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناد رفعه إلى سليمان بن قيس الهلالي عن علي # قال: قال رسول الله ÷: «شركائي الذين قرنهم الله بنفسه وبي وأنزل فيهم: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ...} الآية، فإن خفتم تنازعاً في أمر فارجعوه إلى الله والرسول وأولي الأمر».
  قلت: يا نبي الله من هم؟
  قال: «أنت أولهم».
  وروى أيضاً بإسناد رفعه إلى أبي جعفر قال: نزلت في علي بن أبي طالب فقيل له إن الناس يقولون فما منعه أن يسمي علياً وأهل بيته في كتابه؟
  فقال أبو جعفر: قولوا لهم إن الله أنزل على رسوله الصلاة ولم يسم ثلاثاً ولا أربعاً حين كان رسول الله هو الذي فسر ذلك وأنزل الحج ولم ينزل طوفوا أسبوعاً حتى فسر ذلك لهم رسول الله وأنزل: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} فنزلت في علي والحسن والحسين، وقال رسول الله ÷: «أوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي إني سألت الله أن لا يفرق بينهما حتى يوردهما علي الحوض فأعطاني ذلك»، وقد ذكرنا ذلك من قبل.
  ومنها: قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ...} الآية [المائدة: ٣]، روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناد رفعه إلى أبي سعيد الخدري أن رسول الله ÷ لما نزلت هذه الآية قال: «الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة
= الطبري في ذخائر العقبى، وابن عساكر في تاريخ دمشق عن ابن عباس وعن مجاهد عن أبيه، وابن الأثير في أسد الغابة، وقال السيوطي في الدر المنثور: وأخرج عبدالرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن عساكر - وذكر كلام ابن عباس. انتهى.