شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل في التفضيل)

صفحة 442 - الجزء 3

  ورضا الرب برسالتي وولاية علي بن أبي طالب # من بعدي» ثم قال: «من كنت مولاه فعلي مولاه ..» الخبر.

  ومنها قوله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ٤٣}⁣[النحل]، روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناد رفعه إلى السدي⁣(⁣١) عن الحارث قال: سألت علياً في هذه الآية {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ}⁣(⁣٢) قال: والله إنا لنحن أهل الذكر نحن أهل العلم ونحن معدن التأويل والتنزيل ولقد سمعت رسول الله


(١) إسماعيل بن عبدالرحمن السدي، الإمام المفسر الشيعي، المتوفى سنة سبع وعشرين ومائة، المبايع للإمام الأعظم (ع). (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #).

(٢) روى ذلك عن علي (ع) الثعلبي في الكشف والبيان، والطبري في تفسيره، والقرطبي في تفسيره، وقال الإمام الهادي (ع) في سياق كلام: والسؤال فواجب عليه لقوله تعالى: {فَاسْأَلُوا ...} الخ) وهم آل محمد، وفي تفسير الغريب للامام زيد (ع) قال: نحن أهل الذكر، وفي مناقب محمد بن سليمان الكوفي عن أبي جعفر (ع) قال: نحن أهل الذكر، وقال الإمام القاسم بن إبراهيم (ع) في مجموعه في هذه الآية: فأهل بيته المصطفون الطاهرون العلماء هم الذين أوجب الله سبحانه أن يُسْألوا. وقال الإمام الحسين بن القاسم العياني (ع) في مجموعه: وأهل الذكر فهم آل محمد (ع)، وقال الإمام عبد الله بن حمزة (ع) عندما ذكر الآية: فنحن أهل الذكر، ومهبط الوحي، وولاة الأمر. وقال الإمام الحسن بن يحيى (ع) في الجامع الكافي عند ذكر الآية: فأهل بيته المصطفون الطاهرون العلماء الذين أوجب الله أن يُسْألوا. وقال الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم (ع) عند ذكر الآية: فأمرت الأمة بسؤالهم [أي أهل البيت (ع)] عند جهلها. ذكر ذلك الهادي بن إبراهيم الوزير (ع) عنه في هداية الراغبين.

وأما الامامية: فقد روى الكليني في الكافي عن الباقر (ع) عن رسول الله ÷: «الذكر أنا والأئمة أهل الذكر»، وروى أيضاً عن أبي عبد الله (ع) قال: الذكر محمد ÷ ونحن أهله المسؤولون، وروى أيضاً أنهم أهل البيت (ع) عن زين العابدين (ع) وعن الرضا (ع)، وذكر أنهم (ع) أهل الذكر في بصائر الدرجات وقرب الإسناد وبحار الأنوار ودعائم الاسلام وإرشاد المفيد وغيرها. وإذا كانوا أهل الذكر وجب أن يكونوا باقين بيننا إلى انتهاء التكليف لنتمكن من سؤالهم عند جهلنا وإلا كان تكليفنا بسؤال الغائب تكليفا بما لا يطاق، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.