شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل في التفضيل)

صفحة 446 - الجزء 3

  وفي رواية أخرى عن ابن عباس قال ابن عباس: فوقع في قلوب المنافقين من أهل المدينة شيء، فقالوا: ما يريد منا إلا أن نحب أهل بيته ونكون تبعاً لهم من بعده، ثم خرجوا ونزل جبريل على النبي ÷ فأخبره بما قالوا، فأنزل الله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا}⁣[الشورى: ٢٤]، يعني اختلق الآية فقال القوم: يا رسول الله نشهد أنك صادق فيما قلته لنا فنزل: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ}⁣[الشورى: ٢٥].

  وروى أيضاً بإسناده إلى علي # أنه قال: فينا أهل البيت آية لا يحفظ مودتنا إلا كل مؤمن ثم قرأ: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}⁣[الشورى: ٢٣](⁣١).

  ومنها قوله تعالى: {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ٥٧}⁣[الزخرف]، روى الحاكم أيضاً بإسناد رفعه إلى عبدالرحمن بن أبي نعيم، قال: قال علي: «فيَّ نزلت {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا ...}.

  وفي رواية أخرى عن عيسى⁣(⁣٢) بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب قال: حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي قال: جئت إلى النبي يوماً فوجدته في ملأ من قريش فنظر إلي ثم قال: «يا علي إنما مثلك في هذه الأمة كمثل عيسى بن مريم أحبه قوم فأفرطوا فيه وأبغضه قوم فأفرطوا فيه»⁣(⁣٣) قال:


(١) رواه في شواهد التنزيل، ورواه أبو نعيم في أخبار أصبهان بلفظ: (وفينا آل حم إنه ... الخ)، وأخرجه المتقي الهندي في كنز العمال وعزاه إلى ابن مردويه وابن عساكر.

(٢) عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب أبو أحمد ويسمى المبارك، كان سيداً شريفاً عالماً نسابة معدود في كبراء الأئمة وفضلائهم، ولا التفات إلى ما قاله النواصب فيه، فقد تكلموا فيمن هو أعظم منه. (الجداول الصغرى باختصار).

(٣) رواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل، وأخرجه المتقي الهندي في كنز العمال، وأخرجه ابن حبان في المجروحين، وابن الجوزي في العلل، وروى نحوه عن علي (ع) موقوفا بلفظ: (مثلي في هذه الأمة كمثل عيسى بن مريم أحبته طائفة وأفرطت في حبه فهلكت ... الخ) - أحمد بن حنبل =