(فصل في التفضيل)
  فاطمة خبز شعير وملحاً جريشاً وماءً قراحاً فلما دنوا ليأكلوا وقف أسير بالباب فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد أطعمونا أطعمكم الله فأطعموه أقراصهم وباتوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا إلا الماء القراح فلما كان في اليوم الرابع عمد علي والحسن والحسين يرعشان كما يرعش الفرخ وفاطمة وفضة معهم ولم يقدروا على المشي من الضعف فأتوا رسول الله فقال: «إلهي هؤلاء أهل بيتي يموتون جوعاً فارحمهم يا رب واغفر لهم، هؤلاء أهل بيتي فاحفظهم ولا تنسهم» فهبط جبريل وقال: يا محمد إن الله يقرأ عليك السلام ويقول قد استجبت دعاءك فيهم وشكرت لهم ورضيت عنهم، واقرأ: {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ ...}[الإنسان: ٥] إلى قوله: {إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا ٢٢}[الإنسان]، قال الحاكم: اختصرته في مواضع.
  ورواه الحسن بن بهران عن مسلمة بن جابر عن جعفر الصادق # ثم ذكر الحاكم ¦ طرقاً كثيرة عن ابن عباس وزيد بن أرقم وغيرهما.
  وفي بعض الروايات من غير طريق الحاكم فلما رأى النبي ÷ ما بهم قال: «وا غوثاه أهل بيت محمد يموتون جوعاً فهبط جبريل، فقال: يا محمد خذ هنأك الله في أهل بيتك وقرأ عليه: {هَلْ أَتَى}[الإنسان: ١]» إلى آخرها ... إلى قوله: فدخلت فاطمة البيت وصلت ودعت ربها وقالت: يا رب إنك تعلم ما نحن فيه.
  إلى قوله: فإذا بجفنة فيها ثريد إلى قوله: فقال لها رسول الله ÷: «أنّى لك هذا يا فاطمة؟» قالت: هو من عند الله، فسجد رسول الله ÷ وقال: «الحمد لله الذي جعل ابنتي شبيهة مريم ابنت عمران &».
  إلى قوله: وروينا أن فاطمة & في اليوم الثالث ضعفت عن الطحن وأدركها وقت الصلاة فقدمت الصلاة على طحن الشعير وإذا بالرحا تدور على نفسها من غير محرك يُرى.