شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

كتاب المنزلة بين المنزلتين

صفحة 49 - الجزء 4

  والدلائل و) هو أيضاً قول (بعض البغدادية)، فهؤلاء قالوا: (كل عمد كبيرة)، والصغيرة ما صدر عن سهو أو إكراه أو تأول ونحو ذلك.

  وروي عن أبي علي أنه قال: ما أقدم عليه العاصي بتأويل أو ترك استدلال فمحتمل للكبَر والصغر لا ما أقدم عليه مع العلم بقبحه فإنه كبير.

  أما قول الناصرية فقال أبو القاسم البستي مصنف الباهر على مذهب الناصر #: وذكر الناصر للحق # أن المؤمن هو التارك للكبائر الفاعل للواجبات والكبائر عنده كل ذنب مفعول مع العلم.

  وقال البستي أيضاً: اعلم أنه # - يريد الناصر # - حكى عن الخوارج أنهم يقولون: كل عمد يرتكبه الإنسان فهو كفر وارتداد وبالإصرار عليه يستحق القتل⁣(⁣١) ويستباح ماله.

  وحكى عن المرجئة أن من أتى بالشهادتين واعترف بالدين فهو مؤمن إيمانه كإيمان جبريل وميكائيل وحكى عن نفسه أن كل من ارتكب ما حرم الله عمداً مع علمه أن الله حرمه وكذلك ما حرم رسوله وكذلك ما حرم الأمة إذا ارتكب مع العلم متعمداً فهو مرتكب الكبيرة، وما عدا ذلك صغائر كإتباع النظرة النظرة والكذب في غير إصرار وكاللكزة الخفيفة وقول القائل لأخيه: أخزاه الله أو يقول: يا كذاب وهو في ذلك غير متعمد وما أشبه ذلك فإحصاء جميعه يكثر.

  وقال البستي: قال الناصر #: وقد قال قوم: إن كل عمد كبيرة وهو عندي يفسد عند التدبر ويوجب أن تكون ذنوب الأنبياء كبائر مثل وكزة موسى ومعصية آدم وإنما كان نهيُ اللهِ لآدم عن الشجرة كالأدب له بذلك ولهذا لم يوعده عليه النار ولو كانت كبيرة لأوعده النار التي وعدها لأهل الكبائر وجعل


(١) قوله: «القتل» مذكور في هامش الأصل، وذكر قبله (ظ)، وأما في (ب) فهو مذكور أصلاً.