شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

كتاب المنزلة بين المنزلتين

صفحة 51 - الجزء 4

  توعد الله فاعله بالنار وزاد ابنه أحمد التعرب بعد الهجرة وعقوق الوالدين وكتم الشهادة لغير عذر والفساد في الأرض وأذى المسلم وأكل الميتة والريا واليمين الغموس والرشوة على واجب أو محظور وغل الزكاة، وأخذ مال الغير إذا كان قدر نصاب السرقة.

  قال: وقال الهادي والناصر مطلقاً وقال المؤيد بالله #: وتكفير المؤمن أو تفسيقه وغير ذلك مما قد عدوه إلى أن قال في الفصول: قال الناصر والمنصور بالله والبستي وغيرهم: والأصل في المعصية الكبر.

  وقالت الشافعية: بل الصغر.

  قال: والمختار تجويزهما حتى يقوم دليل.

  قلت: وهذا يشعر بأن الهادي والناصر @ يقولان بأن بعض العمد ليس بكبيرة والله أعلم.

  وأما قول المرتضى # في الإيضاح فقال ما لفظه: سألتم أكرمكم الله بالتقوى وجنبنا وإياكم جميع المهالك والردى ووفقنا وإياكم لما يحب ويرضى عن قول الله سبحانه: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ}⁣[النساء: ٣١]، فقلتم: ما الكبائر وما الصغائر؟

  فقال #: هذه مسألة قد كثر فيها الاختلاف وتكلم فيها جميع الأصناف وكُلٌّ لم يأت ببينة تثبت له بها الحجة والمعنى في ذلك عندنا فهو: إن تجتنبوا العمد من أفعالكم نكفر عنكم الخطأ من أعمالكم.

  فإن قال قائل: هل الخطأ سيئة؟

  قلنا له: نعم، لولا أنه سيئة ما ذكره الله سبحانه ولا أوجب فيه ما أوجب من حكمه، وهل رأيتم مخطئاً في فعله لم يوجب الله عليه في فعله شيئاً فلما رأينا أحكام الله تعالى تمضي على المخطئ علمنا أنهم من المسيئين إلا أنها سيئات قد