شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

كتاب المنزلة بين المنزلتين

صفحة 53 - الجزء 4

  وأنها لا تأتي الكبائر وأن من قذف الأنبياء بالكفر والكبائر فهو أولى بالكفر وأن المؤمنين مقرون جميعاً على أنفسهم بالذنوب وأنهم ينتفون من الكفر والفسق ويكرهون أن ينسبوا إليه وأن الله قد ميز بين صغائر الأمور وكبائرها فلم يجعل السبة والكذبة وأشباهه كالكفر بالنبيء ÷ والكتاب وأشباه ذلك وأنه قد خالف بين أحكامهن وأسمائهن وأسماء أهلهن وأنهم لا يشهدون على ذنب بعينه أنه صغير مغفور إلا أن يكون الله قد سمى من ذلك شيئاً في الكتاب بعينه أو سماه الرسول ÷ ما خلا ذنوب الأنبياء $ وأنهم لا يزالون يفسقون أهل الكبائر من أهل الحدود ويبغضونهم ويشتمونهم ويحبون أهل الخير وإن أذنبوا على الظن والنسيان ما لم يخرجوا إلى الكبائر. انتهى.

  وقال المرتضى محمد بن يحيى # في الإيضاح أيضاً: وسألتم عن قول الله: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ}⁣[النجم: ٣٢]، فقال #: معنى: الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش فهم الصالحون العارفون بالله ø الذين لا يدخلون في سخطه ولا يزولون أبداً عن طاعته المجتنبون للمعاصي التي يستوجبون بها النيران ويخرجون بارتكابها من طاعة الرحمن وهي التي تجري بفعلها الحدود وتقع بها الآثام مما قد أوجب الله تبارك وتعالى فيه ما أوجب على مرتكبه من قتل وقطع وجلد فأخبر سبحانه أنهم مجتنبون لهذه الأشياء.

  ثم ذكر اللمم وما قد تفضل به فيه من العفو، واللمم فهو: ما ألمَّ بالقلب وخطر عليه مما لو أنفذه صاحبه لكان معصية لله ألمَّ بقلبه ثم أعرض عنه ولم يعتقده في نفسه ولم يفعله بيده ولا بشيء من جوارحه فهذا هو اللمم ومن اللمم ما ألم به الإنسان مما لا يعتمده ولا يقصد له فذلك اللمم ومعناه فافهم ذلك إن شاء الله تعالى. انتهى.