(فصل): في ذكر خطايا الأنبياء $
  عندهم من الصغائر.
  قالوا: لأن ذلك غير معصية كما سبق ذكره عنهم. قالوا: ولا يجوز أن تكون متعينة (إذ تعيينها كالإغراء) بفعلها لما ثبت من أنه لا عقاب عليها والإغراء بفعل القبيح قبيح.
  (قلنا) جواباً عليهم: (بل كلها) أي الصغائر (متعين لأنها الخطأ) والنسيان والمضطر إليه وما صدر بتأويل (كما مر) ذكره. وأما من عدا البصرية ممن يقول: إن بعض العمد ليس بكبير فلم أقف على قوله في الخطأ والنسيان ونحوهما هل يجعله معصية صغيرة أو لا.
(فصل): في ذكر خطايا الأنبياء $
  قال (الهادي والناصر @ وبعض البغدادية) وهو قول جمهور أئمة أهل البيت $: (وخطايا الأنبياء $ لا عمد فيها) إذ لا يجوز عليهم À تعمد عصيان الله تعالى لمكان العصمة والطهارة والتزكية.
  قال الإمام أحمد بن سليمان # في كتاب حقائق المعرفة: اعلم أن الأنبياء À بشر من الناس يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق كما قال الله تعالى وأنهم مركبون على الشهوة والكراهة والغفلة والذكر والنسيان إلا في تبليغ ما أُمروا به فإنهم معصومون عن النسيان والغفلة والسهو والكذب؛ لأن الله قد اختارهم لتبليغ رسالته وأداء أمانته ولا يجوز أن يرسل من ينسى شيئاً من تبليغ الرسالة أو يسهو عنها أو يكذب فهذه الجملة لا تجوز على الأنبياء لا بل هم معصومون عنها، وكذلك تعمد معصية الله، قال الله تعالى: {لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ١٢٤}[البقرة]، فأما في سائر أفعالهم غير تبليغ الرسالة فإنه يجوز عليهم النسيان والغفلة والخطأ في التأويل والعجلة وقد ذكر الله عنهم ذلك وذكر توبتهم منه وندمهم وإقلاعهم واستغفارهم فقال في النسيان والخطأ في آدم #: {فَنَسِيَ