[انقسام النظر إلى صحيح وفاسد وما يلحق بذلك]
  الخالق»(١).
  وقال علي #: «من تفكر في الصانع ألحد، ومن تفكر في المصنوع وحد» رواه السيد حميدان #.
  وروى أيضاً عن محمد بن القاسم بن إبراهيم عن النبي ÷ أنه قال: «تفكروا في المخلوق ولا تفكروا في الخالق»(٢).
  (و) كذلك التفكر (في ماهية الروح) لأن الله سبحانه قد حجب عنا علمه كما حجب عنا علم كثير من ماهيات مخلوقاته كالملائكة والجن وغيرهم.
  (أئمتنا $ وصفوة الشيعة والمعتزلة وغيرهم: والصحيح منه) أي: من النظر وهو ما تتبع به أثر (واجب عقلاً وسمعاً) أي: يحكم العقل بوجوبه وورد السمع بوجوبه أيضاً.
  أما دلالة العقل فلأنه يجب على المكلف شكر النعمة ولا يتم شكرها إلا بعد معرفة المنعم، ولا تتم معرفة المنعم إلا بالنظر فوجب النظر وهذا هو الحق، وهو مذهب قدماء أئمة أهل البيت $ وأبي علي من المعتزلة.
  وقال سائر المعتزلة: إنما يجب النظر عقلاً لكون معرفة الله سبحانه واجبة ووجه وجوبها هو كونها لطفاً للمكلفين في القيام بما كلفوا، أو جارية مجرى اللطف.
  قالوا: لأن حقيقة اللطف هو ما يمتثل المكلف عنده ما كُلِّفه لأجل أنه كُلِّفه أو أن يكون أقرب إلى ذلك ولا شك أن المعرفة بهذه الصفة فإن من عرف أن له صانعاً يثيب من أطاعه ويعاقب من عصاه كان أقرب إلى طاعته، وتحصيل ما هو لطف بهذه الصفة واجب، وما لا يتم الواجب إلا به يجب كوجوبه، وربما فسروا ذلك بأنها تمكين من اللطف لما كان اللطف الذي له حظ الدعاء والصرف إنما
(١) رواه السيد حميدان # في مجموعه، وروى قريباً منه السيوطي في الدر المنثور وعزاه إلى أبي الشيخ.
(٢) رواه السيد حميدان # في مجموعه ورواه الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم # في مجموعه.