كتاب المنزلة بين المنزلتين
  ثم كانوا أنبياء بعد ذلك وقد ذكرهم الله في جملة الأنبياء فقال تعالى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ}[البقرة: ١٣٦]، قال: وفي تفسير ابن عباس: أن الأسباط هم أولاد يعقوب وأنهم أنبياء وهو إجماع الأمة، ولم يخالف أيضاً اليهود في أن الأسباط هم أولاد يعقوب وأنهم أنبياء.
  قال #: والدليل على صحة ما ذكرنا قول الله تعالى لموسى #: {وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَأَىهَا تَهْتَزُّ ...} الآية [النمل: ١٠]، إلى قوله تعالى: {إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ١٠ إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ١١}[النمل]، فصح ما قلنا.
  وقول الله تعالى: {لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ١٢٤}[البقرة]، فليس التائب المخلص بظالم. انتهى.
  وقال الإمام القاسم بن علي العياني # في جواب من سأله عن الأسباط فقال #: الجواب: اعلم أن الله جل اسمه ذكر الأسباط فلم يخص أحداً منهم دون أحد والأسباط فهم أولاد الأنبياء $ وما ينكر من فعل الله جل اسمه إن كان قبل توبة أولاد يعقوب وأنزلهم بعد ذلك منزلة مثلهم من الأسباط فالله يقول عز من قائل: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ٢٢٢}[البقرة]، فمن جعله الله حبيباً فلا يبعد أن يكون نبياً فهذا ما أرى في ذلك والله أولى بخلقه وما أعطاهم من فضله. انتهى.
  وقال الإمام (المهدي) أحمد بن يحيى (#) وبعض المتأخرين (والبصرية) من المعتزلة: (بل هي) أي خطايا الأنبياء $ (عمد) منهم وإنما وجب القطع