شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

كتاب المنزلة بين المنزلتين

صفحة 64 - الجزء 4

  بصغر معاصيهم لكثرة ثوابهم. ... (⁣١) ....

  (لنا) حجة على ما ذهبنا إليه من أن خطايا الأنبياء $ لا عمد فيها (قوله تعالى) في خطيئة آدم #: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ (فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ١١٥}) [طه]، أي عزماً على تعمد المعصية بل ارتكبها ناسياً.

  وقال الإمام القاسم بن علي العياني #: ولم نجد له عزماً على افتقاده لنفسه من الغفلة والسهو.

  قال الهادي # في كتاب خطايا الأنبياء $ الذي أجاب به على إبراهيم بن المحسِّن العلوي |: قلتَ: فعصيان آدم ~ في أكل الشجرة كيف كان ذلك تعمداً أم نسياناً؟

  فقال #: قد أعلمك الله في كتابه من قوله: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ١١٥}⁣[طه]، يقول: لم نجد له عزماً على أكلها واعتمادها بعينها ولكن سلني فقل لي: فإذا كان آدم في أكل الشجرة ناسياً كيف وجبت عليه العقوبة وقد أجمعت الأمة على أنه إذا نسي الرجل فشرب في رمضان وهو ناس، أو أكل وهو ناس، أو ترك صلاة حتى خرج وقتها وهو ناس، أو جامع امرأته في طمثها وهو ناس - لم يجب عليه في ذلك عقوبة عند الله فكيف يجب على آدم # العقوبة في أكل الشجرة ناسياً؟

  فإن سألتني عن ذلك قلت لك: إنما عوقب آدم ~ في استعجاله في أكل الشجرة وذلك أن الله سبحانه لما نهى عن أكل الشجرة وهي البر وأمره بالشعير ولم يحظره عليه فكان يأكل من شجره وهي ورق ولم تحمل ثمراً، فلما صار فيها الحب والثمر أشكل عليه أمرها فلم يدر أيهما نهي عنه، فأتاه اللعين بخدعه


(١) بياض في الأصل إلى قوله: لنا حجة.