شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

كتاب المنزلة بين المنزلتين

صفحة 67 - الجزء 4

  قلت: ومثل هذا ذكره المرتضى #.

  وقال الحسين بن القاسم #: وسألت عن كلام إبليس اللعين لسيدنا آدم وغيره من النبيئين À أجمعين وقد حكى الله ø في القرآن ما قد سمعت من قسمه لآدم وزوجه إنه لهما لمن الناصحين ولا يكون القسم والحلف إلا بالكلام وإذا أقسم لهما فقد سمعاه؟

  وقيل المراد بقوله تعالى: {وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ١١٥}⁣[طه]، أي حفظاً لما عهد إليه وتماماً وصبراً عليه. ذكره الديلمي في البرهان.

  وقال صاحب الكشاف: والعزم التصميم والمضي على ترك الأكل، وأولو العزم من الرسل هم أهل الجهاد والصبر.

  وقال بعضهم: أولو العزم كل الأنبياء $ ولم يتخذ الله نبيئاً إلا كان ذا عزم، وإنما دخلت «من» للجنس لا للبعض، وهذا قول جماعة من أهل التفسير، وقواه الإمام محمد بن مطهر # في عقود العقيان، وهو الأولى، والله أعلم.

  (و) لنا حجة على ما ذهبنا إليه في خطيئة يونس # (قوله تعالى): {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا (فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ}⁣[الأنبياء: ٨٧]، أي لن نضيق عليه أي لا نؤاخذه) في ذهابه مغاضباً لقومه، ومثل هذا ذكره صاحب البرهان وهو الإمام أبو الفتح الديلمي # وصاحب الكشاف.

  وقال الهادي #: أما ذا النون فهو يونس والنون فهو الحوت.

  وأما قوله: {إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا} فإنما كان ذهابه غضباً على قومه واستعجالاً منه دون أمر ربه لا كما يقوله الجهلة والكاذبون على أنبيائه ورسله À من قولهم: إن يونس خرج مغاضباً لربه.

  إلى قوله #: {فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ}⁣[الأنبياء: ٨٧]، هذا على معنى الاستفهام ولم يكن ظن ذلك # وهذا مما احتججنا به في طرح الألف التي