(فرع): يتفرع على كون معاصي الأنبياء لا عمد فيها
  وأما قوله تعالى: {وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ} إلى قوله: {وَالْأَسْبَاطِ}[آل عمران: ٨٤]، فالمراد به من بعثه الله سبحانه وتعالى نبياً أو مرسلاً من أولاد يعقوب #.
  وقد قيل: إن أولاد يعقوب $ أنبياء في نفوسهم غير مرسلين إلى أحد من الناس، ومن كان كذلك جاز وقوع المعصية الكبيرة منه قبل النبوة لا بعدها بخلاف المرسل إلى غيره فلا يجوز عليه الكبيرة لا قبل الرسالة ولا بعدها لوقوع التنفير بذلك والله أعلم.
  وقال الإمام # في جواب من سأله ما لفظه: وذكر السائل خطايا الأنبياء وذكر في سياق ذلك خطايا أولاد يعقوب، واعلم هداك الله أن خطايا أولاد يعقوب من صريح العمد وإنما منع الأشياخ من ذلك في حق الرسل الذين أرسلوا إلى الناس لأن تعمد القبائح يكون سبباً لتنفير الناس عن إجابة الحق، وأما أولاد يعقوب فإنهم لم يرسلوا إلى أحد سوى يوسف # قال تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ ...} الآية [غافر: ٣٤]. انتهى.
(فرع): يتفرع على كون معاصي الأنبياء لا عمد فيها
  فقال #: (ووقوعها) أي المعاصي (منهم) أي من الأنبياء ($ من باب التأويل وهو) أي التأويل (إما لتفريطهم في التحرز) عن المعصية (لظنهم أنهم لا يقعون فيها) لما معهم من الخشية لله تعالى والمراقبة له جل وعلا في أوامره ونواهيه فكان عدم التحرز سبباً في وقوع المعصية منهم سهواً.
  (ومن ذلك) أي من المعاصي التي سببها التفريط في التحرز (خطيئة آدم #) في أكله من الشجرة كما سبق تحقيقه.
  (أو) وقعت الخطيئة منهم $ (لظنهم أنها غير معصية) لله تعالى، (ومن ذلك خطيئة يونس #) كما سبق تحقيقه أنه ظن أن لا يؤاخذه الله سبحانه