شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

كتاب المنزلة بين المنزلتين

صفحة 92 - الجزء 4

  اللغة مختلفة فالإيمان التصديق، والإسلام هو الاستسلام والانقياد، والدين يستعمل في اللغة بمعنى الجزاء وبمعنى العادة وبمعنى الملة وهو ما يتخذه الإنسان له ديناً وبمعنى الطاعة لكنها قد صارت في الشرع بعد النقل بمعنى واحد وهو ما تقدم.

  وأما من منع النقل من المعنى اللغوي إلى المعنى الشرعي فلا خلاف بينهم أن هذه الألفاظ مختلفة المعنى لغة وشرعاً وأنها غير مستوية.

  وأما الذين قالوا بصحة النقل ووقوعه في الإيمان والفسق ونحوهما فقد اختلفوا فقالت الوعيدية من المعتزلة: إن الإيمان والإسلام والدين سواء في الشرع لقوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}⁣[آل عمران: ١٩]، وقوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ٥}⁣[البينة]، أي وذلك الذي هو الإخلاص لله سبحانه وتوحيده وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة هو دين القيمة أي دين الملة القيمة.

  وقال بعض الإمامية وهم فريق منهم أثبتوا النقل الشرعي: الإسلام غير الإيمان لقوله تعالى: {قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا}، فأثبت الإسلام ونفى الإيمان فيجب أن يكون أحدهما غير الآخر، فالإيمان هو المعرفة والإقرار بالله ورسوله والإمام وبجميع ما جاء عنهم.

  والإسلام هو الإقرار من دون معرفة، فالإيمان أخص من الإسلام.

  قال النجري: واعلم أن في هذه المسألة خلافاً هو أشهر من هذا وهو خلاف الأشاعرة وأكثر المجبرة فإنهم يقولون: الإسلام والدين اسم للطاعات كما هو مذهب المعتزلة والإيمان هو التصديق فقط فالإيمان غير الدين والإسلام. انتهى.

  (و) المعنى الثاني من معنيي الإسلام في الشرع هو (الاعتراف بالله ورسوله ÷، وما عرف من الدين ضرورة) كالصلاة والزكاة والصيام والحج