شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل: في حقيقة النظر و) ما يجب منه وبيان (أقسامه)

صفحة 175 - الجزء 1

  (قلنا) جواباً عليهم: (جهل المنعم مستلزم للإخلال بشكره على النعم)، وإنما قلنا ذلك (لأن توجيه الشكر إلى المنعم مترتب على معرفته ضرورة) أي: يترتب ضرورة على معرفته؛ إذ لا يشكر العقلاء إلا من عرفوه، (والعقل يقضي ضرورة بوجوب شكر المنعم) كما تقدم ذكره، (و) يقضي أيضاً (بقبح الإخلال به) أي: بشكره (فوجبت معرفته) أي: المنعم سبحانه (لذلك) أي: لتوجيه الشكر إليه (ومعرفته) سبحانه (لا تكون إلا بالنظر لامتناع مشاهدته تعالى كما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى، وما لا يتم الواجب إلا به يجب كوجوبه) كالقيام وفتح الباب في رد الوديعة.

  (وإلا) أي: وإن لا يكن ما لا يتم الواجب إلا به واجباً (وقع الخلل في الواجب) أي: يلزم من ذلك ترك الواجب (وقد قضى العقل بقبحه) أي: قبح ترك الواجب، (فتأمله) فإنه يوضح لك الحق.

  (و) أما دلالة السمع فهو مثل (قوله تعالى: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ١٧} ... الآيات) وهي: {وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ ١٨ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ ١٩ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ٢٠}⁣[الغاشية]، (ونحوها) كثير كقوله تعالى: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ ٨}⁣[الروم].

  (قالوا): أي: التعلمية: (لا يدرك بالعقل إلا الضروريات فقط) لا الاستدلاليات (فيدرك الإمام) أي: إمام القرامطة، (و) يدرك (الشيخ) أي: شيخ الصوفية (ما يناسب حروف القرآن) من المعاني والأحكام، (وغيره) أي: غير المناسب (من المغيبات ضرورة) أي: بضرورة العقل لا بنظر واستدلال، (ثم) بعد إدراكهما ذلك (يعلمانه) الناس.

  (قلنا) جواباً عليهم: (العلم بأنا ندرك) المدركات (بالنظر) والاستدلال (ضروري) لا ينكره عاقل (كالعلم) بالضروريات من أحوال النفس من كون