كتاب المنزلة بين المنزلتين
  وقول السيد حميدان #: اعلم أن للإسلام معنىً عاماً لدين جميع الأنبياء $ وهو كل ما تعبد به الله سبحانه جميع المكلفين مما لا يجوز نسخه، ومعنىً خاصاً وهو دين نبيئاً محمد ÷ الذي أظهره الله على الدين كله ونسخ بشريعته ما شاء أن ينسخه من شرائع من قبله وهو الذي عناه بقوله: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}[آل عمران: ١٩]، وقوله: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ٨٥}[آل عمران]، وهو الذي كان النبي ÷ يدعو إليه كافة الثقلين فمن أجابه إلى الدخول فيه قولاً وعملاً واعتقاداً فهو المسلم على الحقيقة، ومن لم يجبه إليه من البشر فهو الكافر المباح للمسلمين دمه وولده وماله، ومن أجابه إليه ظاهراً وهو مبطن للكفر فهو منافق في الباطن وحكمه حكم المسلمين في الظاهر حتى ينكشف ستره، ومن رجع عن الإسلام بعد الدخول فيه فهو مرتد وله أحكام تخصه، ومن أحدث في الإسلام بدعة أو تأويلاً مخالفاً لشيء من أصول الدين لزمه اسم الكفر، ومن فعل شيئاً من المعاصي مع اعترافه بصحة الإسلام وبكونه مخطئاً فهو فاسق عاص وكافر نعمة وله أحكام مختلفة بحسب اختلاف معاصيه.
  قال: واعلم أنه لا فرق بين معنى الإسلام ومعنى الإيمان إلا أن الإسلام مشتق من التسليم لأمر الله، والإيمان هو التصديق، ولذلك قال أمير المؤمنين #: «الإسلام قول مقول، وعمل معمول، وعرفان بالعقول» انتهى كلامه #.
  وقال (بعض الإمامية: بل) الإسلام (الانقياد) لما كلف به أي الإذعان والقبول وإن لم يصحبه عمل.
  وقال النجري: الإسلام عند بعض الإمامية أعم من الإيمان لأن الإيمان عندهم هو المعرفة والإقرار بالله ورسوله والإمام وبجميع ما جاء عنهم