كتاب المنزلة بين المنزلتين
  فيعمل بمعاصي الله مخالفاً لما ظن به كما ظن في اليربوع أنه في القاصعا فنفق برأسه وخرج من النافقاء مخالفاً لما ظن به فكان النفاق من جنس الكذب فيما سوتر به أو أظهر من قول أو فعل فمن زعم أنه مسلم أو مؤمن ثم أظهر أو ساتر بفعل غير أفعال المسلمين والمؤمنين فقد نافق ولزمه اسم النفاق.
  إلى قوله #: وقد دل الله سبحانه بمحكم كتابه على حقيقة ما وصفت مع ما جاءت به السنة عن رسول الله ÷ في المنافقين في عصره مع شهادة الله ورسوله وجميع المؤمنين بأنهم كفار واسم الكفر لازم لهم مع اسم النفاق وذلك فترك رسول الله ÷ إياهم مع نسائهم المؤمنات لم يفرق بينهم وبالصلاة عليهم بعد موتهم ودفنهم في مقابر المسلمين وأكل ذبائحهم وإقامة حدود المسلمين عليهم وتركهم يحجون ويدخلون المسجد الحرام والبيت المقدس وجميع المساجد والذي وصفهم الله به في كتابه بقوله: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ}[النساء: ١٤٢]، إلى قوله تعالى: {فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا ١٤٣}[النساء]، فقال جل ذكره ليس هؤلاء إلى المؤمنين المخلصين الطاعة لله ولا إلى الجاحدين المخلصين الجحد لله ولكنهم مقصرون عاصون وهذه فصفة أكثر أهل زماننا في صلاتهم وزكاتهم وجميع أعمالهم ما يؤدون من ذلك شيئاً إلا بكسل وتقصير فيه وضجر به إذا أدوه وأكثر ذلك لا يؤدونه والله المستعان.
  قال: ولو لم يكن المنافقون على عهد رسول الله ÷ مسلمين لله عاصين لم تجب عليهم الزكاة في أموالهم ولا كلفوا الصدقة وكان لهم في الصدقات نصيب قال الله سبحانه لرئيسهم ومن تبعه منهم عبدالله بن أبي: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ٩}[المنافقون].
  ثم روى # عن النبي ÷ أحاديث احتج بها على ما ذكر منها: «ولكن