شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل: في حقيقة النظر و) ما يجب منه وبيان (أقسامه)

صفحة 177 - الجزء 1

  لا ضرورية وإقرار بإبطال النظر مع أنه إنما يبطل النظر بالنظر. وإقرار بأن ما قاله في جميع مصنفاته كان لا عن علم، وكل هذا يتوجه معه طي المناظرة. انتهى

  و (لنا) حجة عليهم: (ما مر) من قولنا: جهل المنعم مستلزم للإخلال بشكره ... إلى آخره، وما مر في فصل التحسين والتقبيح العقليين فلا حاجة لإعادته.

  (وإن سلم) ما ادعوه (لزم بطلانه) أي: بطلان قولهم (بالدور أو الكفر) أي: يلزم من قولهم أحدهما وذلك (لأن المكلفين إما أن يجب عليهم النظر في صحة دعوة الأنبياء $) للنبوءة (أو لا) يجب عليهم ذلك.

  (الأول) أي: وجوب النظر في صحة دعوة الأنبياء $ (دور) محض (لأنه لا يجب النظر) عندهم (إلا بالسمع والسمع لا يثبت إلا بالنظر) في صحة دعوة النبوة وإلا لم يعرف الفرق بين النبي كمحمد ÷ وبين المتنبي كمسيلمة الكذاب لعنه الله.

  وإذا صحت النبوءة صح ورود السمع لأنها طريق إليه، وإذا لم تصح النبوءة لم يصح ورود السمع فيقف معرفة السمع على معرفة النبوءة التي لا تثبت إلا بالنظر في معجزات الأنبياء $ ويقف معرفة النبوة والنظر في المعجزات على معرفة السمع وهذا حقيقة الدور وهو كما ذكره الرازي تكليف لما لا يطاق عندهم وهم يلتزمونه.

  (والثاني) أي: القول بعدم وجوب النظر في معجزات الأنبياء À (تصويب لمن أعرض) أي: تولى (عن دعوة الأنبياء $ إذ لا واجب عليه) فيلزمه الإتيان به (وذلك) أي: تصويب المعرض عن دعوة الأنبياء $ (كفر؛ لأنه رد لما جاءت به الرسل وما علم من دين كل نبيء ضرورة) إذ المعلوم ضرورة وجوب النظر في معجزاتهم والقيام بعد ذلك بما أتوا به من الواجبات والانتهاء عما نهوا عنه من القبيح.