كتاب المنزلة بين المنزلتين
  ومنها قال زيد بن علي رحمة الله عليه: «أيكم يأمن أن يكون وقعت عليه هذه الآية: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ ٧٥} إلى قوله [تعالى]: {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ٧٧}[التوبة].
  ومنها: قال سلمان في غزاة وقد صادفوا العدو: هؤلاء المشركون؟ يعني العدو وهؤلاء المؤمنون والمنافقون يؤيد الله المؤمنين بقوة المنافقين وينصر المنافقين بدعوة المؤمنين.
  ومنها: سئل حذيفة: من المنافق؟
  قال: الذي يصف الإسلام ولا يعمل به.
  ومنها: قال حذيفة: المنافقون الذين فيكم اليوم شر من المنافقين الذين كانوا على عهد رسول الله ÷.
  قلنا: وكيف ذاك يا أبا عبدالله؟
  قال: لأن أولئك أسروا نفاقهم وإن هؤلاء أعلنوه. إلى آخر ما ذكره # وكلامه قريب من كلام القاسم # وفيه تصريح بنفي المنزلة بين المنزلتين.
  وقد ادعى الفقيه عبدالله بن زيد العنسي رحمة الله عليه إجماع أهل البيت $ على نفي المنزلة بين المنزلتين وله على الرصاص كتاب العثرات مجلد كامل في معنى ذلك.
  قال الناصر # في كتاب البساط: واعلم هداك الله أن الشيطان اللعين الرجيم لم يكن كفره لجحد منه لربه ولا عدل به سواه وإنما كان كفره وجحده من طريق ترك طاعته وأمره إياه بالسجود واستكباره على آدم لا على ربه إذ قال: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ١٢}[الأعراف]، فكل عاص لربه كافر كإبليس وإن أكثر الناس الآن ليأتون من الاستكبار الذي كفر الله به