كتاب المنزلة بين المنزلتين
  إلى قوله: {وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ١٢٠ أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا ١٢١}[النساء].
  قال: ولا نعرف من جميع الخلق أحداً قال: إن الشيطان ربي وخالقي، وإنما عبدوه وتولوه بطاعتهم إياه ومعصيتهم لله.
  وبيان هذا في كتاب الله كثير قال الله تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ١٢١}[الأنعام]، وقال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ}[الكهف: ١١٠]، إلى آخر السورة.
  قال #: أخبرني محمد بن منصور بإسناده إلى مجاهد قال: جاء رجل إلى رسول الله ÷ فقال: يا رسول الله أتصدق بالصدقة ألتمس بها وجه الله وأحب أن يقال في خير، فنزلت: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ١١٠}[الكهف].
  وقال تعالى: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ٦٢ قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ ...} إلى قوله: {مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ ٦٣}[القصص]، وقال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا ٢٠}[الجن]، وقال سبحانه: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ١٠٦}[يوسف]، وقال تعالى: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ٩٩ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ١٠٠}[النحل]، معنى ذلك الذين أشركوا بالطاعة للشيطان الطاعة لله.
  ثم روى # بإسناده إلى النبي ÷: «الشرك أخفى من دبيب النمل على الصفاء، الشرك في أمتي أخفى من دبيب النمل، أدنى الرياء شرك، أمران أتخوفهما على أمتي من بعدي: الشرك والشهوة الخفية، أما إنهم لا يعبدون شمساً