شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر ما يصير به المكلف كافرا أو فاسقا في الشرع

صفحة 124 - الجزء 4

  ولا قمراً ولا وثناً ولا حجراً، ولكنهم يراءون بأعمالهم». فقلت: يا رسول الله أشرك ذلك؟ قال: «نعم». فقلت: وما الشهوة الخفية؟ فقال: «يصبح العبد صائماً فيعرض له شهوة من شهواته فيواقعها ويدع صومه ..» إلى آخر ما حكاه # في معنى الشرك من الآيات والأخبار وهو يدل على أن اسم الشرك باقٍ على معناه اللغوي وإن كان تحته عقاب كما ذهب إليه في الكفر والنفاق والله أعلم.

تنبيه:

  قال الإمام المهدي #: والنبيء اسم لمن لا درجة فوقه في التعظيم من الآدميين غير الأنبياء $، والمؤمن اسم لمن هو دونه في الدرجة، والكافر اسم لمن يستحق أعظم أنواع العقاب.

  قال النجري: وفيه تسامح مخل لأنه لا يشمل من الكفار إلا أشدهم عذاباً كآل فرعون ومن في طبقتهم، وأيضاً فإنه لا يعرف كون المكلف يستحق أعظم أنواع العقاب إلا بعد المعرفة بأنه كافر فتعريف الكافر باستحقاق أعظم أنواع العقاب دور.

  قال الإمام المهدي #: والفاسق دونه أي دون الكافر في العقاب فقد حصل من هذا أن أعظم الآدميين ثواباً هو النبي والمؤمن دونه وأعظم الآدميين عقاباً الكافر والفاسق دونه.

  قال النجري: المشهور من كلام أصحابنا وأكثر المعتزلة أن عقاب أدنى كفر أكثر من عقاب أعظم فسق فعقاب من استحل كبيرة ولم يفعلها قط أعظم من عقاب من استمر على ارتكابها طول عمره ولم يستحلها قط.

  واستدلوا على ذلك بأنه قد ثبت أن للكافر أحكاماً غليظة إذ يستباح بسببه الأرواح والأموال وينفسخ به النكاح ويحرم به الدفن في مقابر المسلمين ونحو ذلك، ولم يثبت للفسق كثير من هذه الأحكام وهو دليل على أن عقابه دون