كتاب المنزلة بين المنزلتين
  بيده للزبانية من الملائكة أسرع إلى فسقة حملة القرآن منهم إلى عبدة النيران والأوثان فيقولون: يا رب بُدئ بنا، سورع إلينا، يا رب يا رب؟ فيقول الرب تبارك وتعالى: ليس من يعلم كمن لا يعلم»(١).
  وقال (بعض الخوارج: بل) يصير المكلف كافراً (بفعل أي كبيرة)، أيْ: أَيّ معصية يحكم العقل بقبحها وفعلها عمداً فإنه يصير كافراً لأنه لا صغيرة عندهم (لا بترك) الواجبات الشرعية (نحو الصلاة) والزكاة وغيرهما من الواجبات الشرعية فلا يصير بتركها كافراً وهذا قول النجدات.
  قال الإمام المهدي # حاكياً عنهم: وقالت النجدات من الخوارج من فعل ما في العقل تحريمه من المعاصي كفر، فأما ما ليس في العقل تحريمه من الأمور الشرعية فليس من الإيمان ولا تركه وفعله كفراً.
  وقال (بعض الخوارج: بل) يصير المكلف كافراً (بارتكاب أيّ كبيرة) أي فعل أيّ معصية متعمداً؛ لأنه لا صغيرة عندهم، وهذا قول الفضلية والمكرميّة من الخوارج إن كل عمد عندهم كفر.
  وقالت الأزارقة والصفرية من الخوارج: بل ما ورد فيه وعيد فكفر وهو بناء على أن من المعاصي ما لا وعيد فيه، هكذا ذكره عنهم الإمام المهدي # والنجري.
  وقال الحسن (البصري: يصير) المكلف (بارتكاب أي كبيرة) من المعاصي (منافقاً) وإيمانه غير خالص واحتج بوجهين أحدهما أن الفاسق لو كان يقطع بصدق الوعد والوعيد والجنة والنار لما ارتكب الكبيرة الموجبة للهلاك والموقعة في العذاب الدائم وهذا كقول القاسم والناصر @ الذي تقدم ذكره.
(١) رواه الإمام أبو طالب # في الأمالي، وأخرجه السيوطي في الجامع الصغير ثم قال: الطبراني، وأبو نعيم في الحلية عن أنس.