[النظر الموصل إلى معرفة الله سبحانه فرض عين ولا يكفي فيه التقليد]
  صانعهم وخالقهم، وإذا سألت الواحد منهم هل لك خالق وصانع؟ فيقول: نعم الله، ويستنكر أن يضاف خلقه إلى أحد من المخلوقين حتى أنك لو سألت الصغير المميز من خلقك؟ لقال: الله خلقني.
  وكذلك لو سألت العوام الذين لا يعرفون وجوب النظر ولا يعرفون كثيراً من الواجبات لما أنكروا أن الله سبحانه خالقهم.
  وقد ذكر مثل هذا وهو أن معرفة الله سبحانه جملة ضرورية عن الفقيه حميد(١) المحلي وغيره، قال الإمام القاسم بن علي #: اعلم أن الله سبحانه يعرف من وجهين: أحدهما معرفة إلهام واضطرار والوجه الآخر معرفة نظر وأفكار، فأما الإلهام الضروري فلا تخلو الأنفس منه، ولا تمتنع الأسماع عنه، وأما النظر والأفكار فأمر به الواحد الجبار وذلك أمر تخيير لا اضطرار. انتهى.
  وقال الإمام الكبير محمد بن القاسم بن إبراهيم # في كتاب الهجرة: بل قد شهدت فطر العقول قبل جولانها بالنظر وغوص الفكر أنه رب كل الأشياء مما في الأرض والسماء وولي صنعها وتلك في كل الناس وكل البشر سودانهم
= ومالك في الموطأ، والطبراني في الكبير والأوسط، وابن حبان في صحيحه، والطيالسي في مسنده، وأبو نعيم في الحلية، ورواه في جامع معمر بن راشد وغيرهم كثير.
(١) هو حميد بن أحمد بن محمد المحلي الوادعي الصنعاني الهمداني الفقيه العلامة بحر العلوم الزاخر وبدر الفضائل السافر كان وحيدا في عصره فريدا في دهره، أنفق عمره في العلم والعمل والرد على المخالفين لأهل بيت رسول الله ÷ والنشر لفضائلهم، كان من أعيان شيعة المنصور بالله عبدالله بن حمزه سلام الله عليه على صغر سنه، ثم جد في نصرة الإمام أحمد بن الحسين الشهيد حتى أكرمه الله بالشهادة بين يديه، وله كرامات منها ما اشتهر من تأذين رأسه بألفاظ الأذان بعد قطعه، ومن أجل مؤلفاته: الحدائق الورديه، وكتاب العمدة في أصول الدين ومحاسن الأزهار في فضائل إمام الأبرار. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار). وفي أعلام المؤلفين: استشهد يوم الجمعة ثاني شهر رمضان سنة ٦٥٢ هجريه في معركة بنقيل الحصبات من بلاد ثلا، ومشهده بقرية رحبة من بلاد السودة بجهات عمران، [وأفاد أن مولده] ٥٨٢ هـ).