(فصل): في ذكر ما يصير به المكلف كافرا أو فاسقا في الشرع
  الدار يعنون دار مخالفيهم دار توحيد إلا عسكر السلطان فإنه دار بغي.
  وقالوا: كل طاعة إيمان ودين وإسلام وإن مرتكبي الكبائر موحدون وليسوا بمؤمنين وإن أهل الكبائر مؤمنون وليسوا بمؤمنين.
  وللخوارج غير ذلك من المقالات وهم فرق كثيرة وعلى قياس قول الأزارقة والصفرية منهم أنه ما ورد فيه وعيد فكفر وما لا فلا أن يكون من ارتكب ما لا وعيد فيه بعينه من المعاصي فهو مؤمن، وما كان فيه وعيد بعينه فهو كافر والله أعلم.
  (لنا) في الاحتجاج على من خالفنا من الخوارج والمرجئة (ما مر) في فصل الإيمان من أن الإيمان هو الإتيان بالواجبات واجتناب المقبحات من غير فرق بين الواجب العقلي والشرعي وبين الترك والفعل لما تقدم من الأدلة على ذلك.
  ولنا أيضاً أن المؤمن اسم مدح بدليل صحة دخوله بين أوصاف المدح، والفسق ذم لقوله تعالى: {بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ}[الحجرات: ١١]، ولصحة دخوله بين أوصاف الذم.
  وإذا ثبت أن أحدهما مدح والآخر ذم امتنع أن يجتمعا وإلا لزم اجتماع المدح والذم في حالة واحدة وهو محال.
  وأيضاً قد ذكر الله التفاوت بينهما وعظمه فكيف يجتمعان قال تعالى: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ ١٨}[السجدة].
[الخلاف في تسمية مرتكب الكبيرة]
  قال (ابن عباس و) جعفر (الصادق والقاسم والهادي والناصر) الأطروش (وأحمد بن سليمان $: وقد روي أنه إجماع قدماء العترة $ والشيعة، ويسمى) مرتكب الكبيرة الغير المخرجة من الملة (كافر نعمة) لأن الطاعات شكر لله تعالى فمن تركها فقد كفر نعمة الله (خلافاً