كتاب المنزلة بين المنزلتين
  الحسن بن أبي خالد عن زيد عن آبائه عن علي # قال: قال له رجل: يا أمير المؤمنين أرايت قومنا أمشركون هم؟ يعني أهل القبلة، قال «لا، والله ما هم بمشركين ولو كانوا مشركين ما حلت لنا مناكحتهم ولا ذبائحهم ولا موارثتهم ولا المقام بين أظهرهم ولا جرت الحدود عليهم ولكنهم كفروا بالأحكام وكفروا بالنعم والأعمال وكفر النعم غير كفر الشرك».
  قال الحسن بن علي #: يعني شرك العدل بالله لا شرك الطاعة للشيطان مع الله. انتهى.
  وغير ذلك كثير قد ذكر منه الناصر # في كتاب البساط شواهد كثيرة.
  ولهذا قال الناصر #: لن تجد المعتزلة آية من كتاب الله تعالى تدل على أن الفاسق لا يجرى عليه اسم الكفر.
  وروي عن علي # أن رجلاً سأله ما يسمى أهل حربنا؟ فقال #: «نسميهم بما سماهم الله تعالى إذ يقول: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ}[البقرة: ٢٥٣]، إلى قوله تعالى: {فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ}[البقرة: ٢٥٣].
  وسئل # عن امرأة لا تصلي فقال: «كل من لم يصل فهو كافر».
  وسئل عمر بن الخطاب عن أخذ الرشوة فقال: كفر، وسئل عنه ابن مسعود فقال: كفر، وتلا: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ٤٤}[المائدة]، وقال ÷: «بين العبد والكفر ترك الصلاة فإذا تركها فقد أشرك».
  وعنه ÷: «كفر بالله العظيم عشرة من هذه الأمة: الغالّ والساحر والديوث وناكح البهيمة في دبرها وشارب الخمر ومانع الزكاة ومن وجد سعة
= حجة من البصرة راجلاً، وكان معروف الفضل، مشهور العلم، وقد روى الحديث وعُمِّر فكتب عنه الحديث.