شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر الإكفار والتفسيق

صفحة 152 - الجزء 4

[ذكر بعض الأقوال في كفر المشبهة والمجبرة والحلولية وغيرهم]

  قالت (العترة $ وصفوة الشيعة وجمهور المعتزلة وغيرهم: ومن شبه الله تعالى بخلقه) كهشام بن الحكم والجوالقي والحنابلة حيث جعلوه تعالى جسماً وكذلك من جعله تعالى ذا مكان كالكرامية والكلابية ونحو ذلك (أو) لم يشبه الله تعالى بخلقه ولكنه سبه بأن (نسب عصيان العباد إليه تعالى) كالمجبرة الذين يقولون إن المعاصي بقضاء الله وقدره بمعنى خلقها وحتمها.

  فمن اعتقد ذلك أو نطق به غير مكره (كفر لعدم معرفته بالله تعالى ولسبه له، و) قد انعقد (الإجماع) من الأمة (على كفر من جهل بالله تعالى أو سبه).

  فالمشبهة جهلت بالله تعالى لأنها لا تعرف إلا إلهاً جسماً، والمجبرة سبته تعالى بأن نسبت الظلم إليه جل وعلا.

  وفي (قديم قولي المؤيد بالله # و) قول (محمد بن شبيب) من المعتزلة (والملاحمية) أتباع محمود بن الملاحمي من المعتزلة فهؤلاء قالوا: (المجبرة عصاة وليسوا بكفار).

  قال الإمام المهدي # في الغايات: وقال أبو الحسين البصري ومحمود بن الملاحمي وأبو القاسم البستي والإمام المؤيد بالله والإمام يحيى بن حمزة: لا قطع بكفر أيهما وإن قطعنا بخطئهما يريد المجبر والمشبه. قال: قال الإمام يحيى: إلا من حقق التجسيم بالأعضاء والجوارح فلا يبعد كفره.

  وقال النجري: واعلم أنه لم ينقل عن أحد من أهل البيت $ ولا من المعتزلة خلاف في كفر المشبهة وأما المجبرة فقال جمهور المعتزلة البصريين والبغدادين وأكثر أهل البيت $ وبه صرح الهادي والقاسم والناصر وأبو طالب والمنصور بالله: إنهم كفار.