(فصل: في حقيقة النظر و) ما يجب منه وبيان (أقسامه)
  وقوله ø: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}[لقمان: ٢٥]، وقوله ø: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ٣١ فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ٣٢}[يونس].
  وقال علي # في بعض خطبه: «كذب العادلون، وخاب المفترون، وخسر الواصفون، بل هو الله الواصف لنفسه، والملهم لربوبيته، والمظهر لآياته؛ إذ كان ولا شيء كائن».
  وقال # في خطبته الدرة اليتيمة: «فتبارك ربنا أن تحتاطه العقول أو يشار إليه بالتصوير وصبَّ على الوجوه مخافته فعنت، ورمى الغُلْب الرقاب بهيبته، وألقى على الأشياء معرفة ربوبيته فخشعت».
  وقال القاسم # في الدليل الكبير: «فَفَلْقُ الحب يا بني والنوى والإصباح، وإخراج الحي من الميت والميت من الحي».
  إلى قوله: «فمُعاينٌ كله بما قال الله فيه مشهود بيّن فيه كله أثر صنع الله موجود لا يقدر أحد له بحجة على إنكار، ولا يمتنع حكيم على الله فيه من إقرار».
  وقال # في آخر كتاب الدليل الكبير: «وكذلك هو كما قال وإلا فمن سخره(١) هل ادعى تسخير ذلك أحد قط؟ أو ذكره لا ولو ادعاه مدع إذاً لكان كذبه مكشوفاً ولكان بكذبه في كل قرن خلا أو بقي من القرون موصوفاً، وما ادعى ذلك فرعون في جهله وعتائه ولقد ادعى غيره من ملكه لنظرائه، وما ادعى لهم خلقاً ولا صنعاً ولو ادعاه لكان ذلك كذباً مستشنعاً، وإنما تأويل قول فرعون: أنا ربكم الأعلى: أنا سيدكم ومليككم لا ما قال موسى ولم يرد أنا لكم
(١) أي: من سخر البحر لأنه مسوق بعد ذكر البحر. (من هامش الأصل).