شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر الإكفار والتفسيق

صفحة 160 - الجزء 4

  ولم أقف على كلام الإمام المهدي # في ذلك، إلا أن يريد ما ذكره في الأزهار وإنه ليس بحكاية عن غيره.

  (قلنا) في الرد على من قال: إن حكمهم حكم المرتدين (إنما يشهدون) أي المجبرة والمشبهة ونحوهم (بإلهية الفاعل للقبائح) في اعتقاد المجبرة (والمشابه للأجسام) في اعتقاد المشبهة.

  (والعاشق للحسان) في اعتقاد الصوفية (لا) أنهم يشهدون (بإلهية الله سبحانه المتعالي عن ذلك) علواً كبيراً فلم تشم قلوبهم رائحة الإسلام أصلاً.

  (وإن سلم) أن إظهار الشهادتين إسلام واعتقادهم لهذه القبائح كفر (فكالمنافق) أي فهم كالمنافق (الذي لم يشم قلبه رائحة الإسلام) لأنه (يظهر الشهادتين) وقلبه منطو على الكفر بالله تعالى (وليس له حكم المرتد إجماعاً) بين المسلمين لأن المرتد هو الذي يكفر بعد الإسلام، والمنافق لم يثبت له إسلام، وكذلك المجبر والمشبه.

  وفي (أحد قولي أبي هاشم و) هو قول (ثمامة) بن الأشرس من المعتزلة: (بل) لهم (حكم الذمي) لأنهم نطقوا بالشهادتين وكذبوا على الله وكذبوا بالصدق فهم كمن كذب بنبينا ÷، ولقوله ÷ في المجوس: «سنوا بهم سنة أهل الكتاب»⁣(⁣١) وهم مثل المجوس.

  (قلنا): المعلوم أن الذمة لم تنعقد إلا لأهل الكتاب المنزل على الأنبياء المتقدمين الذين ثبتوا على شرائعهم وكفروا بنبوة نبينا محمد ÷ وهؤلاء


(١) رواه الإمام أحمد بن سليمان # في أصول الأحكام عن عبدالرحمن بن عوف، والإمام عبدالله بن حمزة # في رسالة الإيضاح عنه، والمؤيد بالله # في شرح التجريد، ورواه مالك في الموطأ، والشافعي في مسنده، وابن أبي شيبة في المصنف، والبيهقي في سننه، والبغوي في شرح السنة، والبزار في مسنده، وعبدالرزاق في مصنفه، وغيرهم.