شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

كتاب المنزلة بين المنزلتين

صفحة 164 - الجزء 4

  وأما كفر محبه فقد روينا عن النبي ÷ أنه قال: «المرء مع من أحب وله ما اكتسب» وهذا خبر تلقته الأمة بالقبول فيجري مجرى الأصول ولا يكون معه إلا بالحكم وأما المكان فيختلف بالمشاهدة فلولا الحمل على ما قلنا لخرج الكلام النبوي عن معناه.

  وروينا عنه ÷ أنه قال: «من أحب عمل قوم شرك معهم في عملهم».

  وأما محسن الظن به فإجماع الأئمة والأمة منعقد على أن من حسن الظن في اليهود والنصارى فإنه ينسلخ من الإسلام ويخرج عن الدين والمطرفية باعتقادها الخبيث أقبح حالاً من اليهود والنصارى وكذلك الكلام في الشاك في كفره لأن من شك في كفر اليهود والنصارى فهو شاك في نبوءة النبي ÷ ومن شك في نبوءته فهو كافر بلا خلاف بين المسلمين. انتهى.

  والوجه في كفرهم أنهم ردوا كثيراً من صرائح القرآن وتأولوه على خلاف معناه وأنكروا أن يكون الله تعالى قصد إلى خلق الفروع وإنما قصد خلق الأصول التي هي الهواء والماء والأرض والنار وأن الفروع إنما حدثت بالإحالة وكذلك أنكروا أن يكون الله سبحانه أمات من لم يبلغ مائة وعشرين سنة من الناس وإنما مات بزعمهم باختلاف الطبائع والإحالة التي زعموها وغير ذلك.

  وقد جمع الإمام أحمد بن سليمان # من مسائلهم نيفاً على مائة مسألة التي خالفوا فيها فبعضها خالفوا فيها جميع العقلاء المؤمنين منهم والكفار وبعضها وافقوا فيها الكفار وخالفوا الكافة من أهل ملة الإسلام وبعضها اتبعوا فيها ضلال الأمة وخالفوا جميع الأئمة.

  وقد شرح هذه المسائل القاضي جعفر بأمر الإمام # له في كتاب سماه العمدة في الرد على المطرفية المرتدة.