شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل: في حقيقة النظر و) ما يجب منه وبيان (أقسامه)

صفحة 183 - الجزء 1

  ومثل هذا رواه القرشي في المنهاج عن المؤيد بالله #.

  وأما الإلحاد وجحد الخالق سبحانه وتعالى فإنما يكون فيمن تعمق في التفكر في ذات الله واتبع هواه ورفض دلالة عقله كما حكى الله سبحانه عنهم في قوله سبحانه: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ}⁣[الجاثية: ٢٣]، أي: وهو عالم بوجوه الهداية بما ركب الله فيه من العقل الهادي، ولكنه رفضه واتبع هواه فأضله الله أي: تركه وخلاه وشأنه، وقوله تعالى: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ}⁣[الجاثية: ٢٤]، يدل على هذا.

  ووجهه: أنه راجع إلى هؤلاء الذين اتخذوا إلههم هواهم ومن جملتهم ابن الراوندي⁣(⁣١) وابن المقفع⁣(⁣٢) وأبو عيسى⁣(⁣٣) الوراق وغيرهم والله أعلم.


(١) هو أحمد بن يحي بن إسحاق الراوندي أبو الحسين من أهل مرو الروذ سكن بغداد وفي المنية والأمل كان يصنع الكتب للإلحاد وصنف لليهود والنصارى والثنوية وأهل التعطيل. انتهى. وهو مشهور بالزندقة، وله كتب إلحادية يشكك بها على المسلمين مثل كتاب نعت الحكمة، وكتاب التاج، وكتاب الزمردة وغيرها، وهي مشهورة بين الأمة، ممن ذكرها من أئمتنا (ع) المؤيد بالله (ع) في كتاب إثبات النبوة والإمام عبدالله بن حمزة (ع) في كتاب الشافي وغيرهم. هذا، وله كتب في نصرة المذهب الإمامي مثل كتاب الإمامة وبعض الإمامية يصفونه بالعالم المشهور ويوثقونه، انظر كتاب الكنى والالقاب للمحدث القمي، وكتاب مدخل في التفسير للشيخ محمد النكراني وغيرها، مع أنهم لا ينكرون كتبه الإلحادية.

(٢) هو عبد الله ابن المقفع، الكاتب المشهور بالبلاغة، وهو من أهل فارس، وكان مجوسياً فأسلم على يد عيسى بن علي عم السفاح. كان يتهم بالزندقة، فحكى الجاحظ أن ابن المقفع ومطيع بن إياس ويحيى بن زياد كانوا يتهمون في دينهم، وكان المهدي بن المنصور يقول: ما وجدت كتاب زندقة إلا وأصله ابن المقفع، ويقال: إن ابن المقفع هو الذي وضع كتاب «كليلة ودمنة» ويقال: إنه عاش ستاً وثلاثين سنة، ذكر شمس الدين أبو المظفر قتله في سنة خمس وأربعين ومائة. (وفيات الاعيان باختصار).

(٣) ذكر الإمام عزالدين بن الحسن (ع) في المعراج أنه ممن نفى الصانع الحكيم سبحانه وتعالى وكذلك القرشي في المنهاج وكذلك ابن حابس في شرح الثلاثين ومؤلف الإصباح على المصباح العلامة إبراهيم بن محمد وغيرهم، وأما في كتب الإمامية ففي كتاب المجدي في أنساب الطالبين تأليف علي بن محمد العلوي قال الحق وقد ضعفه المامقاني قي تنقيح المقال ضمن ترجمة ثبيت بن =