كتاب المنزلة بين المنزلتين
  الصحابة بينهم بأن القاتل والمقتول في الجنة لأن كلاً منهم فعل ما أداه إليه اجتهاده.
  قلت: وبطلان هذا واضح بما قدمناه من أن مسألة الإمامة من أمهات مسائل أصول الدين التي الحق فيها واحد ولا يجوز التقليد فيها وقد نصب الشارع عليها أدلة واضحة معلومة فيستحيل الاجتهاد فيها.
  قال #: (وكذلك) أي في لزوم الفسق (من تولى الفساق) أي والاهم وقد عرفت بما تقدم حقيقة الموالاة (أو جالسهم في حال عصيانهم) أي في حال ارتكابهم المعصية الموجبة للفسق وهو (غير مكره) على مجالستهم فإنه يفسق (لنحو ما مر) أي لمثل ما مر ذكره في تولي الكفار ومجالستهم من نحو قوله تعالى في الآيتين المتقدمتين: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}[المائدة: ٥١]، وقوله ø: {إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ}[النساء: ١٤٠].
  وإذا كانت موالاة الكافر كفراً كانت موالاة الفاسق فسقاً بالقياس القطعي وكذلك في المجالسة.
  ولنا أيضاً قوله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ...} الآية [المجادلة: ٢٢]، فنفى سبحانه الإيمان عن المواد للمحاد لله ولرسوله وهو يعم الفاسق والكافر.