شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

كتاب المنزلة بين المنزلتين

صفحة 177 - الجزء 4

  وفي النهج عن أمير المؤمنين # في حقيقة التوبة حين قال رجل بحضرته: أستغفر الله، فقال #: «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، أَتَدْرِي مَا الِاسْتِغْفَارُ، إن الِاسْتِغْفَار دَرَجَةُ الْعِلِّيِّينَ، وهي اسْمٌ وَاقِعٌ عَلَى سِتَّةِ مَعَانٍ، أَوَّلُهَا النَّدَمُ عَلَى مَا مَضَى، وَالثَّانِي الْعَزْمُ عَلَى تَرْكِ الْعَوْدِ إِلَيْهِ أَبَداً، وَالثَّالِثُ أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى الْمَخْلُوقِينَ حُقُوقَهُمْ حَتَّى تَلْقَى اللَّهَ ø أَمْلَسَ لَيْسَ عَلَيْكَ تَبِعَةٌ، وَالرَّابِعُ أَنْ تَعْمِدَ إِلَى كُلِّ فَرِيضَةٍ عَلَيْكَ ضَيَّعْتَهَا فَتُؤَدِّيَ حَقَّهَا، وَالْخَامِسُ أَنْ تَعْمِدَ إِلَى اللَّحْمِ الَّذِي قد نَبَتَ عَلَى السُّحْتِ فَتُذِيبَهُ بِالْأَحْزَانِ حَتَّى تُلْصِقَ الْجِلْدَ بِالْعَظْمِ وَيَنْشَأَ بَيْنَهُمَا لَحْمٌ جَدِيدٌ، وَالسَّادِسُ أَنْ تُذِيقَ الْجِسْمَ أَلَمَ الطَّاعَةِ كَمَا أَذَقْتَهُ حَلَاوَةَ الْمَعْصِيَةِ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَقُولُ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ».

  وقال السيد الإمام (مانكديم) وهو أحمد بن أبي هاشم #: التوبة (هي الندم) على ما أتى به من القبيح لقبحه وعلى ما أخل به من الواجب لوجوبه.

  (و) أما (العزم) فليس ركناً فيها وإنما هو (شرط فيها) أي في صحتها.

  قال الإمام #: (وهو) أي قول السيد مانكديم # (قريب) أي هو قريب من أن يكون هو الأولى أو قريب من القول الأول إذ لا ثمرة لهذا الخلاف.

  (وشرطها) أي شرط صحتها أمران:

  الأول منهما هو: (الإصلاح فيما يتعلق بالآدمي) وذلك (من تسليم النفس) حيث كان التائب قاتل عمد (و) كذا (تسليم الأطراف للقصاص) في النفس والأطراف (و) كذا (تسليم الأروش) إن كان الواجب الأرش (و) كذلك تسليم (الديون) اللازمة له (و) تسليم (الودائع) التي عنده لأهلها (ونحو ذلك) من الحقوق اللازمة للآدميين (أو العزم) على الإصلاح وتسليم الحقوق (إن لم يتمكن من ذلك حالها) أي حال التوبة فإنه إذا عزم على