كتاب المنزلة بين المنزلتين
  وقال الإمام المهدي #: إن التائب بعد انحباط ثوابه على الطاعات السابقة قبل التوبة لم يعد ثوابه الذي كان اجتمع قبل فعل الكبيرة المحبطة ولا الثواب الذي منعت الكبيرة عن استحقاقه من وقت فعلها إلى وقت التوبة ولكنه يتجدد له استحقاق الثواب في المستقبل من الزمان على طاعاته الماضية حتى يصير كأنه فعلها وقت التوبة فهي كالمستقبلة من الطاعات التي يفعلها عقيب التوبة في أنه يستحق عليها الثواب متجدداً دائماً فيصير في المسألة ثلاثة أقوال:
  لا يعود مطلقاً وهو قول الجمهور وأبي هاشم.
  ويعود مطلقاً وهو قول أبي القاسم ومن معه.
  ويعود تجدد الاستحقاق وهو قول الإمام المهدي # وابن الملاحمي.
  قال النجري: وهو الموافق للقواعد والأصول إذ كان المانع من استحقاق الثواب على تلك الطاعات هو استحقاق العقاب على تلك المعصية وعند بطلانها بالتوبة زال المانع من استحقاق الثواب إذ الطاعة باقية لم يطرأ عليها ما يصيرها كالمعدومة فيعود استحقاق الثواب في المستقبل.
  قال: وهو أيضاً اللائق بالعدل وإلا لزم التساوي بين من قطع عمره في عبادة الله سبحانه وطاعته ثم فعل كبيرة وتاب عنها قبل موته وبين من قطع عمره في عصيان الله والكفر به ثم تاب قبل موته، والفرق بينهما مما لا يشك فيه.
  وحمل عليه ابن الملاحمي كلام أبي القاسم البلخي حيث قال إنه يعود ثوابه بالتوبة فقال: مراده المتجدد.
  وحمل عليه الإمام المهدي # قول أبي هاشم ومن تبعه حيث قالوا لا يعود فقال: مرادهم المجتمع حال المعصية.
  قال الإمام المهدي #: فإن قيل: فيلزم فيمن تاب من معصية ثم عاد إليها أن يتجدد له استحقاق عقاب الأولى كما ذكرتم في الطاعة المنحبط ثوابها أنه