شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل):

صفحة 224 - الجزء 4

  قال: قلنا: سياق الآية يوهم أنها نزلت في الكفار والاتفاق واقع على تخليد الكافر.

  ثم يقال: إن أحقاباً جمع لم يذكر له غاية فاقتضى أنه لا غاية له على أنه ولو أراد هنا جمعاً مخصوصاً فإنه لا يفيد نفي ما عداه إلا عند من قال بالمفهوم الضعيف ولا يجوز اعتماده في هذه الآية بوجه.

  قال: قالوا: قال تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ١٠٦ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ}⁣[هود]، قالوا: فوقّت بقاءهم ببقاء السماوات والأرض وهما يفنيان فكذلك ما وقّت ببقائهما.

  وأيضاً فالاستثناء يقتضي أن الخلود غير دائم.

  قال #: قلنا: التوقيت ببقاء السماوات والأرضين محال لأنه توقيت مستقبل بماضي لأنها تخرب قبل دخول أهل النار النار وإذا كان كذلك فلا بد من محمل للآية وهو إما أن يقال: أراد سماء الآخرة وأرضها وهما باقيان، أو أراد مجرد التبعيد لا التوقيت كقوله تعالى: {حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ}⁣[الأعراف: ٤٠]، وقول الشاعر:

  إذا شاب الغراب أتيت أهلي ... وصار القار كاللبن الحليب

  قال: وأما الاستثناء فإنما أراد به ما قدمنا من الاحتراز من الكذب لأن ظاهرها يقتضي أنهم في النار وقت الخطاب والمعلوم خلافه فقال: {إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} أي المدة التي أمهلهم بها في الدنيا وفي عرصة الحساب وبين النفختين كما ورد في بعض الآثار أنه لا عذاب بين النفختين لا لفاسق ولا لكافر.

  قلت: وسيأتي ما ذكره الإمام # من تفسير هذا الاستثناء فيما بعد إن شاء الله تعالى.

  قال #: واحتجوا أيضاً بقوله ÷: «يخرج قوم من النار وقد امتحشوا