(فصل: في حقيقة النظر و) ما يجب منه وبيان (أقسامه)
  هدى كما قال الله سبحانه: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى}[محمد: ١٧]، وحينئذ يمكن أن تزداد معرفة الله سبحانه في قلوب بعض المؤمنين حتى تكون ضرورية ومن ازدادت معرفة الله سبحانه عنده كثر خوفه لله سبحانه وعظمت طاعته له.
  وقد أشار الله جل وعلا إلى ذلك بقوله: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}[فاطر: ٢٨]، والله أعلم.
  قال #: (قلنا) في الجواب عليهم: (لم يكن الله تعالى مطابقاً لكل اعتقاد) فيجوز التقليد في معرفته تعالى، وقد علم اختلاف أهل المذاهب في عقائدهم (فالمخطئ) في اعتقاده (جاهل به) أي: بالله تعالى (والجاهل به) تعالى (كافر إجماعاً) لوجوب معرفته كما سبق.
  (وتقليد الكافر في كفره كفر إجماعاً) بل هو أقبح من كفر الكافر من جهتين الجهل بالله تعالى وتقليد الكافر في كفره، والتقليد مطلقاً مذموم عقلاً وسمعاً.
  أما العقل فلأنه لا يؤمن به من الهلاك، وأما السمع فقد ذم الله سبحانه المقلدين في غير موضع من القرآن كقوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا}[البقرة: ١٧٠]، ونحوها.
  وقوله ÷: «من أخذ دينه عن التفكر في آلاء الله والتدبر لكتابه والتفهم لسنتي زالت الرواسي ولم يزل، ومن أخذ دينه عن أفواه الرجال وقلدهم فيه ذهبت به الرجال من يمين إلى شمال وكان من دين الله على أعظم زوال».
  قال بعض العلماء: إن المقلد مخطئ بالتقليد ولو أصاب الحق لأن من اعتقد الحق بغير حجة ولا دليل كمن اعتقد الباطل بغير حجة ولا دليل، وإذا دخل في الحق بالتقليد خرج منه بالتقليد، وكما قال الشاعر:
  ما الفرق بين مقلد في دينه ... راضٍ بقائده الجهول الحائر
  وبهيمة عجماء قاد زمامها ... أعمى على عوج الطريق الجائر
  (و) أما الجواب على من قال: يجوز تقليد المحق فإنا نقول: (لا يحصل العلم