شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[شفاعة النبي ÷ ليست لأهل الكبائر والرد على من قال إنها لهم]

صفحة 233 - الجزء 4

  عن أهل اللغة أنهم يقولون: شفع فلان لفلان إلى فلان ليقضي دينه أو يغني فقره أو نحو ذلك لا يخالف أحد في ذلك بل هي في جلب المنافع أشهر. قال الشاعر:

  فذاك فتىً إن جئته لصنيعة ... إلى ماله لم تأته بشفيع

  وعلى الجملة فهو معلوم ضرورة من اللغة. هكذا ذكره الإمام المهدي # في الغايات.

  قال: والظاهر أنه يجوز أن يشفع النبي ÷ لغير أمته من المؤمنين كما يشفع لأمته، والظاهر أيضاً أن غيره من الأنبياء À يُشَفّع إذا شفع وكذلك بعض الأولياء والصالحين إذ قد ورد في الآثار ما يقتضي ذلك.

  من ذلك ما رواه في جواهر العقدين للسمهودي عن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله ÷: «يشفع يوم القيامة ثلاثة: الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء» أخرجه ابن ماجه⁣(⁣١).

[شفاعة النبي ÷ ليست لأهل الكبائر والرد على من قال إنها لهم]

  وقال (بعض المرجئة: بل شفاعة النبي ÷ لأهل الكبائر من أمته فيخرجهم الله بها من النار إلى الجنة)، هذا قول بعض المرجئة وبعضهم ذهب إلى أنه يشفع لأهل الكبائر قبل دخولهم النار فلا يدخلونها، وهو قياس مذهب المجبرة فيما تقدم.

  وقال بعض المرجئة بالوقف أيضاً كما سبق ذكره عنهم وهو الإرجاء اللغوي.

  (لنا) حجة على مخالفينا (قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ


(١) محمد بن يزيد الربعي القزويني، أبو عبد الله، ابن ماجه: من أهل قزوين. رحل إلى البصرة وبغداد والشام ومصر والحجاز والري، في طلب الحديث. وصنف كتابه (سنن ابن ماجه - ط) مجلدان، وله (تفسير القرآن) وكتاب في (تاريخ قزوين). [مولده ووفاته] ٢٠٩ - ٢٧٣ هـ (الأعلام للزركلي باختصار).