[شفاعة النبي ÷ ليست لأهل الكبائر والرد على من قال إنها لهم]
  سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ}) أي مانع يدفع عنهم العذاب ({كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ٢٧}[يونس]، ولم يفصل) تعالى في هذا بين أهل الكبائر والكفار في الخلود في النار وعدم العاصم لهم منها.
  (وقوله تعالى: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ١٢٣}) [النساء]، فهذه الآية مصرحة بأنه من عمل سوءاً جزي به ولا يجد له ولياً أي ناصراً ودافعاً لما استحق من العقاب وصاحب الكبيرة ممن عمل سوءاً.
  (وقوله تعالى: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ١٨}[غافر]، أي يجاب) إلى ما شفع فيه (كقوله تعالى) مخاطباً لنبيه ÷: ({وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا ٢٤}[الإنسان]، أي لا تجب) آثماً أو كفوراً، وإذا منع ÷ من إجابتهما في الدنيا فبالأولى أن لا يجيبهما بأن يشفع لهما في الآخرة.
  وكذلك قوله تعالى: {وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ٢٧٠}[البقرة]، وقوله تعالى في الملائكة: {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ٢٨}[الأنبياء]، وقوله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ٤٨}[البقرة]، وقوله تعالى: {يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ١٩}[الانفطار]، وقوله تعالى: {أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ ١٩}[الزمر]، ونحوها من الآيات المصرحة بنفي الشفاعة لأهل النار قطعاً.
  (فلو كانت) أي الشفاعة (لهم) أي لأهل الكبائر الذين استحقوا النار (لكانوا غير مخلدين فيها وذلك خلاف لصرائح آيات الوعيد) القاضية (بالتخليد ولكان الشفيع لهم) أي لأهل الكبائر يوم القيامة المنجي من النار