(فصل): في ذكر شفاعة النبي ÷
  أو المخرج لهم منها كما زعمه المخالف (عاصماً وولياً ونصيراً وذلك خلاف لصرائح هذه الآيات) الكريمة ورد لها ومن رد آية من القرآن كفر.
  (قالوا: ورد الاستثناء في قوله تعالى): {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ١٠٦ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ (إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ) إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ١٠٧}[هود]، فقالوا: إلا ما شاء ربك من إخراج أهل الكبائر بالشفاعة من النار، وقالوا في قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ١٠٧}، أي: من تخليد البعض كالكفار وإخراج البعض كالفساق، والمراد بآية الشقاوة أن بعض الأشقياء لا يخلدون في النار كالعصاة من المؤمنين الذين شقوا بالعصيان، وفي آية السعادة أن بعض السعداء لا يخلدون في الجنة بل يفارقونها ابتداء يعني أيام عذابهم كالفساق من المؤمنين الذين سعدوا بالإيمان، والتأبيد من مبدأ معين كما ينتقض باعتبار الانتهاء فكذلك باعتبار الابتداء. هكذا ذكره التفتازاني، وهو باطل؛ لأنه متضمن لكون أهل النار وأهل الجنة فريقاً واحداً، وأن الذين شقوا هم الذين سعدوا، والآية مصرحة بخلاف ذلك، فتأمله.
  (قلنا) جواباً على من خالفنا واحتج بالآية: إن (المعني) بها (هم) أي الأشقياء (خالدون في النار مدة القيامة) أي مدة الحياة الآخرة (إلا مدة وقوفهم في المحشر) فإنهم غير داخلين النار حينئذ وذلك (للقطع بالوقوف فيه) أي لعلمنا أن أهل النار لا بد لهم من الوقوف في المحشر (للحساب) فهم في ذلك الوقت الذي هو من وقت القيامة غير داخلين في النار فهو المراد بالاستثناء (كما) أن الاستثناء (في حق أهل الجنة في) تفسير (قوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ١٠٨}) [هود]، كذلك؛ (إذ لا