شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر شفاعة النبي ÷

صفحة 236 - الجزء 4

  خلاف) في ذلك (أن المراد بالاستثناء) في حق أهل الجنة (قبل دخول الجنة) وهو وقت وقوفهم في المحشر ووقت مرورهم إليه مع أن ذلك الوقت من يوم القيامة (والفرق) بين الاستثنائين وهما الاستثناء في حق أهل الجنة والاستثناء في حق أهل النار (تحكم) أي مجرد دعوى للفارق بلا دليل ولا برهان عليها وما كان كذلك فهو باطل لو فرضنا أنه لا دليل على بطلانه سوى ذلك، كيف وقد دلت الأدلة القاطعة على بطلان تأويلهم بما تقدم ذكره.

  (ولصريح قوله تعالى: {وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ١٦٧}) [البقرة]، وهي عامة في الفساق والكفار لأن أولها: {وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ١٦٧}⁣[البقرة] (وقوله تعالى: {وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ}) أي: ليميتنا حتى نستريح من العذاب ({قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ٧٧}) [الزخرف]، أي: خالدون [أبداً]⁣(⁣١) في العذاب.

  وقوله #: إذ لا خلاف في ذلك ... إلى آخره مراده أنه لا خلاف في حق أهل الجنة أنهم لا يخرجون من الجنة بعد دخولها فكذلك أهل النار لا يخرجون منها بعد دخولها مع أن الاستثناء في الفريقين واحد.

  وأما تأويل الآية فقد فسرت بمثل ما ذكره الإمام # كما سبق ذكره عن الإمام المهدي #.

  وقال القاسم بن إبراهيم # في تفسيرها جواباً على من سأله فقال #: فهي سماوات الآخرة وأرضها الباقية وليست سماوات هذه الدنيا ولا أرضها التي هي زائلة فانية.


(١) لم تتضح هذه الكلمة في الأصل، ولعلها كما أثبتنا، والله أعلم.