(فصل): في ذكر عذاب القبر نعوذ بالله تعالى منه
  ولا يرد هذا على ما ذكرته آنفاً لأنه لا موت إلا الموتة الأولى وإنما تعذب الأرواح أو تنعم بما يصل إليها من السرور والاستبشار.
  قال الإمام المهدي #: ولما اتفق أكثر الأمة على القطع بعذاب القبر ولم يرد دليل على تعيين وقته.
  قال أبو علي وأبو هاشم: ولا نقطع بوقته إذ لا طريق إليه في العقل ولا في السمع إلا أخبار آحادية وردت بأنه يحيا عقيب دفنه وأنه يسمع خفق نعال من شيع جنازته عند انصرافهم من دفنه لكن الآحادي لا يفيد القطع فلم نقطع به.
  وقال أبو الهذيل وبشر بن المعتمر: بل نقطع أن وقته بين النفختين وهما النفخة التي يموت عندها كل حيوان والنفخة التي يحيا بها كل ميت ويبعث من في القبور.
  قال #: (ويجوز دخول الملكين القبر للسؤال) للميت (خلافاً للبستي) من الزيدية (وضرار) بن عمرو من الجبرية ولم يصححوا الخبر المروي في ذلك قالوا: لأنه آحادي متضمن لتسمية الملائكة المقربين بأسماء تضمن النقص والذم وهو منكر ونكير والمنكر القبيح وكذلك النكير حكاه الإمام المهدي #.
  قال النجري: وهو بناء منهم على نفي عذاب القبر.
  (لنا) على جوازه: (الأخبار) الواردة في ذلك (ولا مانع) من قبولها لا عقلي ولا شرعي.
  وأما ما اعتلوا به من استنكار الاسمين فلا يصلح حجة لأن الألقاب إنما توضع علامات للمسمى. هكذا ذكره الإمام المهدي #.
  قال: وإنما خصا بهذين الاسمين تنبيهاً على أن خلقتهما هائلة عظيمة فهي لأجل ذلك منكرة وقد ورد الأثر بأنهما يأتيان الميت فيقعدانه بعد أن أحياه الله