شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل) في ذكر الصور

صفحة 262 - الجزء 4

  قال #: وعلى هذا أكثر المفسرين، ورووا في ذلك خبراً عن أبي هريرة عن النبي ÷: «أن إسرافيل ينفخ فيه ثلاث نفخات النفخة الأولى نفخة الفزع والثانية نفخة الصعق والثالثة نفخة القيام لرب العالمين؛ فأما نفخة الفزع فيفزع من في السماوات والأرض إلا ما شاء الله يأمر الله إسرافيل فيمدها ويطيلها وهو قوله تعالى: {وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ ١٥}⁣[ص]، ويسير الله الجبال فتمر مر السحاب فتكون سراباً وترجف الأرض بأهلها وتكون كالسفينة الموثقة في البحر تضربها الأمواج وكالقنديل المعلق بالعرش تزجيه الرياح وذلك قوله تعالى: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ ٦ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ ٧}⁣[النازعات]، فتضع الحوامل ويشيب الولدان وتطير الشياطين هاربة من الفزع حتى تأتي الأقطار فتلقاها الملائكة فتضرب وجوهها فترجع ويولي الناس مدبرين ينادي بعضهم بعضاً ذلك يوم التناد يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم، فبيناهم كذلك إذ تصدعت من قطر إلى قطر فرأوا أمراً عظيماً لم يروا مثله فيجد كل واحد منهم لذلك من الكرب والهول ما الله عالم به ثم نظروا إلى السماء فإذا هي كالمهل ثم انشقت فانتثرت نجومها وكسفت شمسها وقمرها».

  قال رسول الله ÷: «والأموات يومئذ لا يعلمون بشيء من ذلك».

  قال أبو هريرة: فمن استثنى الله في قوله: {إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ}⁣[الزمر: ٦٨]، قال ÷: «أولئك الشهداء وإنما يصل الفزع إلى الأحياء وهم أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله، وقاهم الله فزع ذلك اليوم وأمنهم وهو عذاب يبعثه الله على شرار خلقه وذلك قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ١}⁣[الحج]، إلى قوله: {وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ٢}⁣[الحج]، فيمكثون ما شاء الله ثم يأمر الله إسرافيل فينفخ نفخة الصعق فيصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله.