شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في معرفة الدليل لغة واصطلاحا

صفحة 192 - الجزء 1

  (و) هو أيضاً في اللغة: (العلامة الهادية) إلى المطلوب كالنصب والجبال والنجوم ونحوها.

  وعبارة الفصول: والدليل لغة: المرشد وهو العلامة الهادية وناصبها وذاكرها.

  (واصطلاحاً): أي: والدليل في اصطلاح أهل علم الكلام وغيرهم: (ما به) أي: الشيء الذي به (الإرشاد) أي: الظفر بالمطلوب (النظري) أي: الحاصل عن نظر وتفكر كالذي يكون سببه التفكر في صنع الله العجيب الدال على المطلوب من الرشاد بمعرفة الصانع تعالى وما يستحق من الصفات والأسماء الحميدة، وما يستحيل عليه من غيرها جل وعلا.

  وكذلك ما أوصل إلى الإرشاد النظري بالتفكر في الكتاب والسنة والإجماع والقياس فعلى هذا يسمى صنع الله دليلاً، وكذلك العقل والكتاب والسنة والإجماع والقياس القطعيات الموصلة إلى العلم وهذا عند المتكلمين.

  وأما عند الأصوليين والفقهاء فهو عام للقطعي والظني فيحتمل أن يريد الإمام # بقوله ما به الإرشاد النظري ما هو عند المتكلمين والأصوليين والفقهاء جميعاً؛ لأنه يحصل الإرشاد النظري بما أفاد العلم أو الظن من العلوم العقلية والسمعية.

  وعبارة الفصول: واصطلاحاً عند الأصوليين والفقهاء: ما يمكن التوصل بصحيح النظر فيه إلى مطلوب خبري فيشمل القطعي والظني. وعند المتكلمين: ما يمكن التوصل بصحيح النظر فيه إلى العلم بمطلوب خبري فيخرج الظني وهو ما استند إلى الأمارة. انتهى.

  قال القرشي: واعلم أن أكثر مسائل أصول الدين لا مجال للسمع فيها إلا مؤكِّداً.

  قلت: وسيأتي أنه يصح الاستدلال به على التدريج الذي سنذكره إن شاء الله تعالى.

  قال القرشي في المنهاج: ونعني بكون العقل دليلاً أنا نعلم به نِسَباً بين