شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في معرفة الدليل لغة واصطلاحا

صفحة 193 - الجزء 1

  مفردات متصورة بثبوت أو نفي أو حسن أو قبح أو وجوب فتصير هذه النِّسب المعلومة مقدمات يتوصل بها إلى ثبوت نسب أخرى مجهولة ولكنا لا نثبت النسبة لذاتٍ لأجل ثبوتها لذات أخرى إلا بجامع الأمر الذي له ثبتت النسبة في الذات الأولى.

  مثاله: أنا إذا علمنا أن أفعالنا محتاجة إلينا وأن علة احتياجها إلينا هو حدوثها فإنا نتوصل بذلك إلى أن للعالم صانعاً، وإنما يمكن هذا التوصل إذا علمنا حصول تلك العلة في أفعال القديم تعالى، وعلى مثل هذا يقع الكلام على كونه تعالى قادراً وعالماً وغير ذلك مما لا بد فيه من أحد الطرق الرابطة بين الشاهد والغائب.

  وهذا القياس هو الذي يسميه المخالفون قياس التمثيل، وقياس الغائب على الشاهد، ويجعلونه ظنياً وسموه قياس تمثيل؛ لأنه بزعمهم تمثيل للغائب بالشاهد.

  قال: وزعم أهل الجبر والفلاسفة أنه لا يوصل إلى العلم اليقين إلا حجة العقل الواردة على أحد أشكال أربعة يذكرونها في علم المنطق.

  فأما السمعيات فهي إنما توصل عندهم إلى الظن وكذلك قياس التمثيل الذي نسميه نحن الاستدلال بالشاهد على الغائب.

  قال: ونحن نذكر منشأ زللهم في ذلك ونكشف عن وجه خديعتهم ونرد عليهم بحسب ما يحتمله هذا الكتاب.

  قلت: وقد أحببت أن أذكر زبدة ما ذكره في المنهاج ليعلم بذلك خديعتهم للإسلام وأهله ويعرف بطلان ما موهوا به على الناس من علم المنطق الذي جعلوه ذريعة إلى ذلك.

  قال: واعلم أن هؤلاء الفلاسفة وأهل الإلحاد قد وضعوا قواعد عظمت بها جنايتهم على المسلمين وحرفوا بها كثيراً عن قواعد دينهم وأدرجوها في علم