(باب): [في ذكر القيامة]
  وَبُكْمًا وَصُمًّا}[الإسراء: ٩٧]، وقال تعالى: {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا ٣٤}[الفرقان].
  وعن أبي ذر أنه قال: إن الصادق المصدوق حدثني: «أن الناس يحشرون ثلاثة أفواج فوجاً راكبين طاعمين كاسين وفوجاً تسحبهم الملائكة على وجوههم، وفوجاً يمشون ويسمعون الحديث»(١).
  وروي أن رجلاً قال: يا رسول الله كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟ قال ÷: «إن الذي أمشاه في الدنيا على رجليه قادر على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة».
  ومنهم من يحشر ماشياً ومنهم من يحشر راكباً.
  قال ÷: «إنكم تحشرون يوم القيامة رجالاً وركباناً وعلى وجوهكم وعلى أفواهكم الفدام فيكون أول ما يعرب عن أحدكم فخذه الشمال، ومنهم من يمشي في النور ومنهم من يمشي في الظلمة قال تعالى: {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ}[الحديد: ١٢]، وقوله تعالى: {يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا}[الحديد: ١٣]»، قيل: يمشي الكافر في الظلمة ويمشي المؤمن في نوره معه المنافق فيحال بينهما فيتحير المنافق فيقول المنافق: انتظرني أمشي معك في نورك فيقال له: أكنت تعمل كعمله؟
  قلت: وقوله تعالى: {قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا}[الحديد: ١٣]، استهزاء وتهكم بهم أي ارجعوا إلى الدنيا فاعملوا عمل المؤمنين حتى يحصل
(١) رواه النسائي في سننه، والحاكم في المستدرك وصححه، ورواه أحمد في مسنده، والطبراني في الأوسط والصغير والبزار في مسنده، وابن أبي شيبة في مصنفه، وأبو نعيم في أخبار أصبهان، وغيرهم.