[ذكر بعض أحوال يوم القيامة]
  قلت: لعله # يريد ما روي عن النبي ÷: «إن الميت ليبعث في ثيابه التي يموت فيها»(١) أي التي يكفن فيها، والله أعلم. انتهى.
[ذكر بعض أحوال يوم القيامة]
  وقد ذكر الإمام المهدي # في الغايات من أحوال يوم القيامة عشرين حالة الأولى حالة النفخ، الثانية الدعاء للخلائق بعد بعثهم وعليه من القرآن يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وقوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ}[طه: ١٠٨]، {يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ}[الإسراء: ٧١].
  الثالثة في كيفية الحشر واختلافهم في الحالة.
  قلت: وقد ذكرنا بعض ما في هذه الأحوال الثلاث في أثناء ما تقدم.
  الحالة الرابعة في كيفيته قال # عنه ÷ يعرض الناس ثلاث عرضات فأما عرضتان فجدال ومعاذير، وأما الثالثة فتطاير الصحف في الأكف فأخذ بيمينه وأخذ بشماله وفي عرض جهنم نزل قوله تعالى: {وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا ١٠٠}[الكهف].
(١) رواه عبدالرزاق في مصنفه عن أبي سعيد الخدري، وأبو داود في سننه، والحاكم في المستدرك، وقال: صحيح على شرط الشيخين، والبيهقي في سننه، وابن حبان في صحيحه، والملا في مرقاته، وابن عساكر في تاريخ دمشق، وابن كثير في النهاية، وصحه الألباني في السلسلة الصحيحة، ورواه السخاوي في المقاصد، وروى الخطيب في تاريخ بغداد عن أنس مرفوعاً: «إذا ولي أحدكم أخاه فليحسن كفنه فإنهم يبعثون في أكفانهم ... إلخ». وقال السيوطي في اللآلئ المصنوعة في هذا الحديث: الحديث حسن صحيح له طرق كثيرة وشواهد استوعبتها في كتاب شرح الصدور، انتهى. وجعله الألباني في السلسلة الصحيحة في مرتبة الصحيح لغيره، وصححه في صحيح الجامع الصغير، وأخرجه السخاوي في المقاصد، والمتقي الهندي في كنز العمال عن أنس وعزاه إلى سيمويه والعقيلي والخطيب، وعن جابر وعزاه إلى مسند الحارث، وأخرج السخاوي في المقاصد: «أحسنوا أكفان موتاكم فإنهم يبعثون فيها» عن عمر موقوفاً، ورواه ابن المنذر في الأوسط، وروى نحوه عن معاذ موقوفاً.