[ذكر بعض أحوال يوم القيامة]
  قال #: عن ابن عباس: أنه يجاء يوم القيامة بجهنم وهي تنادي: يا رب آتني ما وعدتني وعزتك لأنتقمن ممن عصاك وقد أبرزت، وعليه قوله تعالى: {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى ٣٦}[النازعات]، قال ابن عباس: فيبعث إليها سبعون صفاً من الملائكة كل صف مثل الثقلين سبعين ألف مرة بيد كل ملك مقمعة وفي رواية يقودها سبعون ألف ملك بسبعين ألف زمام.
  قلت: والله أعلم بصحة الخبر.
  الحالة الخامسة: حال الدخان قال تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ ١٠ يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ١١}[الدخان].
  قال الإمام الحسين بن القاسم بن علي $ في تفسير هذه الآية ما لفظه: قيل إن السماء إذا انشقت يوم القيامة رجعت إلى أصلها وعنصرها من الدخان الذي هو مثل الغمام قال الله ø: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ}[الفرقان: ٢٥]، أي تشقق بسحاب من الدخان والله أعلم.
  قلت: وقيل: إن تشقق السماء بالغمام وهو السحاب الرقيق الأبيض وفيه الملائكة عبارة عن نزول الملائكة تنزل من السماء في أيديهم صحائف أعمال العباد، وقال الهادي # في جواب من سأله فقال اليوم الذي تأتي به السماء بدخان مبين هو يوم القيامة وإيتائها بالدخان فهو عروجها ومصيرها إليه وذلك أنها عند تبديل الله لها في ذلك اليوم تعود إلى ما منه خلقت وهو الدخان.
  ومعنى قول من يقول هذا عذاب أليم فهو قول الكافرين إذا رأوا السماء قد صارت إلى ذلك الحال وأيقنوا بالجزاء والمعنى هذا يوم عذاب أليم كقوله تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ}[يوسف: ٨٢]، انتهى.
  وقال الإمام المهدي #: واختلف المفسرون في وقت خروج هذا الدخان فقيل إنه إنما يخرج يوم القيامة يمتلي منه ما بين المشرق والمغرب فيظلم المحشر