(باب): [في ذكر القيامة]
  على الخلق وقيل بل يكون قبل يوم القيامة وهو من علاماتها يقف أربعين يوماً أما للمؤمن فيصير في حقه كهيئة الطعم، وأما الكافر فيسكر ويخرج من منخريه وأذنيه ودبره.
  قال #: وقيل إن ذلك قد كان في عهده ÷ على قريش في مكة فتضرروا به غاية التضرر واستغاثوا برسول الله ÷ لكشفه.
  قال: ولا أرى هذا بعيداً من الصواب لقوله تعالى عقيبها: {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ١٢}[الدخان]، ثم قال: {إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ١٥}[الدخان].
  قلت: قال في الكشاف: ويروى أنه قيل لابن مسعود: إن قاصاً عند أبواب كندة يقول: إنه دخان يأتي يوم القيامة فيأخذ بأنفاس الخلق، فقال: من علم علماً فليقل به، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم؛ فإن من علم الرجل أن يقول لشيء لا يعلمه الله أعلم، ثم قال: ألا وسأحدثكم إن قريشاً لما استعصت على رسول الله [÷] دعا عليهم فقال: «اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف» فأصابهم الجهد حتى أكلوا الجيف والعلهز(١) وكان الرجل يرى بين السماء والأرض الدخان وكان يحدث الرجل فيسمع كلامه ولا يراه من الدخان.
  فمشى إليه أبو سفيان ونفر معه وناشدوه الله والرحم وواعدوه إن دعا لهم وكشف عنهم أن يؤمنوا، فلما كشف عنهم رجعوا إلى شركهم. انتهى.
  الحالة السادسة: في تقريب الشمس من أهل المحشر:
  قال #: قد ورد في ذلك آثار منها قوله ÷: «إذا كان يوم القيامة
(١) قال في الصحاح: العلهز بالكسر طعام كانوا يتخذونه من الدم ووبر البعير في سني المجاعة، ولحم معلهز: إذا لم ينضج. تمت (من هامش الأصل).